responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أدب الموعظة المؤلف : الحمد، محمد بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 28
أما إذا اضطر الإنسان إلى الدخول على ذي قوة لا يخلص من بأسه إلا أن يسمعه شيئا من المديح- فهو في سعة أن يمدحه بمقدار ما يخلص من بأس, ولا تلحقه هذه الحالة بزمرة المداهنين.
و من المداهنة أن يجعل المداهن لسانة طوع بغية الوجيه, فتراه يسبق هوى الوجيه, ويعجل إلى قول ما يشتهيه الوجيه, فيمدح ما يراه الوجيه حسنا, ويذم ما يراه الوجيه سيئا؛ بغض النظر عن قناعة هذا المداهن من علمها.
ز- من المداهنة أن يجعل الإنسان لسانه طوع رغبة طائفته وأتباعه دون ما نظر في رضا الخالق-جل وعلا-.
هذه هي المداهنة, وتلك أحوال أهلها يراوغون, ويخاتلون, ويخادعون, ويكذبون, ويسترون وجه الحقيقة الأبلج, ولا يبالون بما يترتب على ذلك من عواقب.
أما الذين يعرفون ما في المداهنة من شر, ويحزنهم أن يظهر الشر على من في استطاعته الخير- فيربأون بألسنتهم أن تساير في غير حق, ويؤثرون نصح الأمة بكافة طبقاتها بأبلغ أسلوب على أن يزينوا للناس ما ليس بزين؛ بعلمهم بأن المداهنة خيانة, وتفريط في أداء الأمانة, وأنها ضرر محض على أصحابها وعلى من يسايرونه.
ثم إن الناس كبيرهم وصغيرهم يكرهون المداهنة, ويملأون أعينهم باحترام من يوقظهم لوجه الخير إذا كانوا في غفلة, ولوجه الشر إذا اشتبه عليهم.
ولقد كان العلماء الأجلاء, والدعاة الصادقون يأخذون بسية المداراة,

اسم الکتاب : أدب الموعظة المؤلف : الحمد، محمد بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 28
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست