responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آداب النفوس المؤلف : الحارث المحاسبي    الجزء : 1  صفحة : 197
وَاعْلَم ان الواثق بِاللَّه نفى عَن قلبه التُّهْمَة لله وان كنت فِي ظلّ سَبَب فَلَا يميلن قَلْبك الى السَّبَب وَليكن قَلْبك مَعَ الله عز وَجل
وَاعْلَم ان القهرمان لَا ينْفق الا بِإِذن السَّيِّد فاعقد قَلْبك لسيدك لانه ان اعطاك لم يقدر اهل الارض ان يمنعوك وان مَنعك لم يقدر اهل الارض ان يعطوك لَان سُلْطَانه عَظِيم وبتوكلك عَلَيْهِ يَكْفِيك
فالمتوكل سَاكن الْقلب الى الْمَضْمُون فَمن قطع تعلق الْقلب بالاسباب لم ير شَيْئا الا الله لَان قدر الله جَار على المتَوَكل وَغَيره الا تسمع الى قَوْله تَعَالَى {وكأين من دَابَّة لَا تحمل رزقها الله يرزقها وَإِيَّاكُم وَهُوَ السَّمِيع الْعَلِيم}
وَقد علم المتَوَكل علما يَقِينا وَسكن قلبه الى ذَلِك ان مَا قسم لَهُ وَقدر لَو كَانَ فِي مهب الرّيح لأدركه وان مَا لم يقسم لَهُ وَلم يقدر لَو كَانَ بَين يَدَيْهِ وَجهد اهل السَّمَوَات والارض ان يوصلوا اليه مثل ذرة اَوْ خردلة لم يقدروا على ذَلِك وَقد قَالَ {وَلَا تقتلُوا أَوْلَادكُم خشيَة إملاق نَحن نرزقهم وَإِيَّاكُم} وَقَالَ {وعَلى الله فتوكلوا إِن كُنْتُم مُؤمنين} فَلم يحِق لَهُم ايمانا الا بتوكلهم عَلَيْهِ
وَقَالُوا {على الله توكلنا} وَقَالُوا {وَمَا لنا أَلا نتوكل على الله وَقد هدَانَا سبلنا}

اسم الکتاب : آداب النفوس المؤلف : الحارث المحاسبي    الجزء : 1  صفحة : 197
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست