responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آداب النفوس المؤلف : الحارث المحاسبي    الجزء : 1  صفحة : 135
تستوجب بهَا البغض من خالفك وتستوجب البغض ايضا مِمَّن وَافَقَك عَلَيْهَا لَو ظهر من امرك مَا خَفِي وَلَا بُد من ان يظْهر يَوْمًا مَا
وَقَالَ الصَّبْر مَا ترك للنَّاس عذرا وَلَا حجَّة فَمن لم يلق الله بِمَا امْرَهْ بحلاوة الرِّضَا فليلقه بِالصبرِ وكراهته وَمن لم يلق الله ببغض مَا نَهَاهُ عَنهُ فَلَا يلقاه بالحب لَهُ بل بِالصبرِ فَمَا ترك الصَّبْر للنَّاس حجَّة
وَقَالَ من الْقَلِيل مَا يعْتَبر بِهِ الْكثير وان اهل الدُّنْيَا اذا ارادوا ان يعملوا شَيْئا بدأوا بِالطَّلَبِ فطلبوا اداة مَا يعْمل بِهِ ذَلِك الْعَمَل والا فَلَا سَبِيل لَهُم الى ذَلِك الْعَمَل الْبَتَّةَ
وَلَو اجْتمع اهل الدُّنْيَا كلهم وَمَعَهُمْ اداة كل صناعَة هَل قدرُوا ان يثقبوا ابرة الا بأداتها الَّتِي هِيَ اداتها وَهَكَذَا جَمِيع الاشياء
هَل رَأَيْت بيطارا قطّ قدر على صناعته بأداة خياط
اَوْ قدر الْخياط على صناعته بأداة البيطار
وَهَكَذَا كل عمل لَا يقدر الْحداد على عمله بأداة النجار وَلَا النجار بأداة الاسكاف
وَهَكَذَا اعمال الْآخِرَة لَا يقدر عَلَيْهَا الا بأداتها وأصل أَدَاة أَعمال الْآخِرَة الْعلم والمعرفة وَالِاعْتِبَار فَإِنَّهَا من دلالات الاداة

اسم الکتاب : آداب النفوس المؤلف : الحارث المحاسبي    الجزء : 1  صفحة : 135
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست