اسم الکتاب : آداب الأكل المؤلف : الأقفهسي الجزء : 1 صفحة : 9
29 - القصص، وقول أهل السنة العقل والصرف لا يجذي أنه لا يعطي شيئا من الاحكام والله سبحانه وتعالى أعلم.
إِنّ الأَمانَة لَم تحمِل عَلى أَكمِ ... وَلا سَماءَ وَلا أَرضُ وَلا جَبلُ
الأمانة الفرائض التي افترضها الله تعالى على عباده وشرط عليهم أن من أداها جوزي بالاحسان ومن خان فيها عوقب، عرضها الله تعالى على السموات والأرض والجبال بعد أن أفهمها خطابه وأنطقها فقبلت وأطاعت واشفقت من حمل إثمها بسبب المخالفة هذا قول (الزجاج) ويدل على هذا القول قوله تعالى: (فَقالَ لَها وَلِلأرضِ إِئتيا طَوعاً وَكَرهاً قالَتا أَتينا طائِعين) الآية - فصلت.
وقال الواحدي: إن الله تعالى لما عرض عليها التكاليف أبت أن تحملها مخافة وخشية لا معصية ومخالفة وهو معنى قوله تعالى: (وَأشفَقنَ مِنها وَحَمَلَها الإِنسانُ إِنّهُ كانَ ظَلوماً جَهولاً) الآية 72 - الأحزاب، غرا بأمر ربه والقول الأول صائر إلى أن أمره لها كان أمر عزم وحتم والقول الثاني يقول إنه كان أمر عرض لا أمر عزم ولهذا قال الله تعالى: (ما يُبَدَلُ القَولُ لَديَّ) الأية 19 - ق.
والأكم الجبال الصغار جمع أكمه.
فَالعِلمُ دَينٌ وَمَن ضَلت دِيانَتُهُ ... ضَلَ العُلومِ فَدَع مِن عادَ في جَهلِ
الإشارة بهذا البيت أن من كان عالما ولم ينتفع بعلمه نزل منزلة الجاهل بجامع عدم النفع بل هو أسوء حالا من الجاهل المقصر ويقال: (ويل للجاهل حيث لم يتعلم وويل للعالم حيث لم يعمل بعلمه أو بما علم مئة مر ة أو ألف مرة) .
قال الغزالي يرحمه الله - وغيره (العالم الذي لا يعمل بعلمه كالمصباح يحرق نفسه والضوء لغيره، وهو اشد عقوبة من الجاهل الذي لم يتعلم) .
وقال آخر: كلمة في التوراة (عالم لا يعمل بعمله هو الجاهل سواء) .
وضلت ذهبت فهو يستعلم في الذوان والمعاني ومن استماله في المعاني قوله صلى الله عليه وسلم: (الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أحق بها) ،
اسم الکتاب : آداب الأكل المؤلف : الأقفهسي الجزء : 1 صفحة : 9