اسم الکتاب : مسألة في الكنائس المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 118
الكنائس القديمة في بر مصر وحكمها:
وقد كان في بر مصر كنائس قديمة, لكن تلك الكنائس أقرهم المسلمون عليها حين فتحوا البلاد؛ لأن الفلاحين كلهم كانوا نصارى, ولم يكونوا مسلمين, وإنما كان المسلمون الجندَ خاصة, فأقرهم كما أقر النبي صلى الله عليه وسلم اليهود على خيبر [1] لما فتحها؛ لأن اليهود كانوا فلاحين, وكان المسلمون مشتغلين بالجهاد. ثم إنه بعد هذا في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لما كثر المسلمون واستغنوا عن اليهود, أجلاهم أمير المؤمنين عن خيبر, كما أقر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: "أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب" [2] ، حتى لم يبق في خيبر يهودي. وهكذا القرية التي يكون أهلها نصارى وليس عندهم مسلمون, ولا مسجدٌ للمسلمين, فإذا أقرهم المسلمون على كنائسهم التي فيها, جاز ذلك, كما فعله المسلمون. [1] خيبر مدينة في شمال غرب المملكة العربية السعودية , وشمال مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم بينها مسافة ثلاثمائة كيلاً , ويصلها طريق معبد , كان فيها اليهود قديماً حتى فتحها الرسول صلى الله عليه وسلم ثم أخرجهم منها عمر الفاروق رضي الله عنه. [2] أخرجه الإمام أحمد بأسانيد: حدثنا يحيى بن سعيد , حدثنا أبو أحمد الزيدي كلاهما ثنا إبراهيم بن ميمون عن سعد سمرة عن سمرة بن جندب عن أبي عبيدة عامر بن الجراح - رضي الله عنه - أنه قال: آخر ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم: أخرجوا يهود أهل الحجاز , وأهل نجران من جزيرة العرب , واعلموا أن شرار الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. وثنا وكيع به لكنه عن إسحاق بن سعد بن سمرة , وقال في مجمع الزوائد 5/328: رواه أحمد بإسنادين ورجال طريقين منها ثقات متصل إسنادهما ورواه أبو يعلى , وكل الأسانيد الثلاثة صحيحة , إسناد وكيع فيه وهم والصواب أنه عن سعد بن سمرة وليس عن ابنه إسحاق , وانظر العلل للدارقطني 4/439 وما بعدها , ورواه الطيالسي في المسند 229 والدارمي في سننه رقم 2498 , والحميدي في المسند رقم 85 , وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني رقم 235 و236 وأبو نعيم في الحلية 8/372 وفي معرفة الصحابة رقم 596 , والبيهقي في الكبرى 9/208. والطحاوي في شرح المشكل 4/12 , وهو بمعنى الحديث الذي ذكره الشيخ تماماً. وروى الحديث الإمام مسلم في كتاب الجهاد - باب إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب رقم 1767 عن جابر عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - مرفوعاً بلفظ (لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع مسلماً) . =
اسم الکتاب : مسألة في الكنائس المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 118