اسم الکتاب : حقوق آل البيت المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 6
الظاهر إلى الباطن, ولا البريق إلى القيمة..فكل نصيب المحب هو الانفعال الفوري, والإعجاب الذي يجترف الأحاسيس من غير هوادة.
أما الحب العقلي فلا يعني بشيء إلا البواطن والقيم, حتى ولو لم يكن في ظاهر الشيء محبوب شيء مما اصطلح على تسميته بالجمال ...
يحب الإنسان الرجل الصالح وإن كان فقيرا في ظاهره, كما يحبه وإن كان غنيا جميل الظاهر سواء بسواء.
ويحب المرأة العفيفة الصالحة وإن قل جمال ظاهرها, وافتقرت من المال, كما يحبها غنية جميلة الظاهر سواء بسواء.
ويحب الزهرة الجميلة لا لأنها تزين الموائد والمحافل, ولكن لأن دلالاتها على إبداع الخالق أكثر من أن تحصى ...
ويحب المال لا لأنه وسيلة ترف وزينة, ولكن لأنه يستطيع أن يغني به فقيرا, ويحافظ على إيمان مؤمن ويحمي عرض مضيع من أهله وقومه.
هذا هو الفرق بين حب النفس وحب العقل والقلب.
ومن هنا اختلف التعبير عن هذا الحب تبعا لقدرات النفس المنفصلة عن العقل, أو لقدراتها مقترنة وممتزجة بقدرات العقل والوجدان القلبي العميق ...
ولقد نجح الرسول صلى الله عليه وسلم في وصل نفوس أصحابه بعقولهم وهم يعبرون عن حبهم له.
وردهم في بعض الحالات التي عبروا فيها نفسيا عن هذا الحب حين قال له بعضهم: ألا نسجد لك؟ فأعلن أنه عبد ولا شيء غير الله ورسوله, وأن المستحق للسجود هو الله وحده ...
اسم الکتاب : حقوق آل البيت المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 6