اسم الکتاب : النبوات المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 599
على يده ما هو خرق لعادتهم؛ وإن أرسل بشراً، أرسله بما يخرق عادة البشر؛ وإن أرسل جنيّاً، أظهر على يديه ما هو خارق لعادة الجن[1].
مناقشة الأشاعرة في شروطهم التي اشترطوها للمعجزة
فيُقال: السّحر، والكهانة معتادٌ للبشر. وأنتم تقولون[2]: يجوز أن يكون ما يأتي به الساحر، والكاهن [آية] [3]، بشرط أن لا يمكن معارضته. فلم يبق لكونه خارقاً للعادة معنى يعقل عندكم.
لهذا قال محققوهم[4]: [إنّه] [5] لا يُشترط في الآيات أن تكون خارقة للعادة؛ كما قد حكينا لفظهم في غير هذا الموضع؛ كما تقدم[6]، وإنّما الشرط: أنها لا تعارض، وأن تقترن بدعوى النبوة[7]؛ هذان الشرطان هما المعتبران. وقد بيّنا في غير موضع أنّ كلاً من الشرطين باطلٌ.
والأول: يقتضي أن يكون المدلول عليه جزءاً من الدليل.
وآيات النبوة أنواع متعددة؛ منها ما يكون قبل وجوده؛ ومنها ما يكون بعد موته؛ ومنها ما يكون في غيبته[8].
والمقصود هنا كان: هو الكلام على المثال الذي ذكروه، وأنّ ما ضرب من الأمثلة على الوجه الصحيح، فإنّه - ولله الحمد - يدلّ على صدق الرسول، وعلى فساد أصولهم. [1] انظر: البيان للباقلاني ص 55. [2] انظر: البيان للباقلاني ص 94، 95. والإرشاد للجويني ص 327-328. [3] رسمت في ((خ)) : انه. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) . [4] انظر: البيان للباقلاني ص 47-48. والإرشاد للجويني ص 309. [5] ما بين المعقوفتين ملحق في ((خ)) بين السطرين. [6] تقدم هذا في ص 659-660 من هذا الكتاب. [7] انظر: البيان للباقلاني ص 47-48، 194. والإرشاد للجويني ص 320-321. [8] انظر: الجواب الصحيح 6380.
اسم الکتاب : النبوات المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 599