اسم الکتاب : النبوات المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 497
وهذا كالأسود العنسيّ[1] الذي ادّعى النبوّة باليمن في حياة النبيّ صلى الله عليه وسلم، واستولى على اليمن، وكان معه [شيطانان] [2]؛ سُحَيْق، ومُحَيْق. وكان يخبر بأشياء غائبة من جنس أخبار الكهان، وما عارضه أحدٌ. وعُرف كذبه بوجوه متعدّدة، وظهر من كذبه، وفجوره؛ ما ذكره الله بقوله: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلى كلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} [3].
وكذلك مسيلمة الكذاب[4].
وكذلك الحارث الدمشقي[5]، ومكحول الحلبي[6]، وبابا الرومي7، [1] سبق التعريف به، وذكر بعض أخباره ص 192. وانظر بعض أخباره الأخرى في: البداية والنهاية لابن كثير 6/347. [2] ما بين المعقوفتين ملحق بهامش ((خ)) . وهي في ((م)) ، و ((ط)) : شيطان بالإفراد. [3] سورة الشعراء، الآيتان 221-222. [4] سبق التعريف به ص 192. [5] هو الحارث بن سعيد. من أهل دمشق. متنبئ كذّاب، وله أتباع يُعرفون بالحارثية. كان مولى لأحد القرشيّين. يُحكى أنّه كان في أول أمره متعبّداً زاهداً، فأغواه إبليس، فادعى النبوة، فلبّس على الناس بما يُظهر لهم من الأوهام والضلالات. من ذلك أنه كان يأتي إلى رخامة في المسجد، فينقرها بيده، فتسبّح. وكان يُري الناس رجالاً على خيل، ويقول: هذه الملائكة. وكان يُطعم الناس فاكهة الصيف في الشتاء، وفاكهة الشتاء في الصيف ... إلى غير ذلك من تلبيساته. فتبعه خلقٌ كثير فُتنوا به. وقد طلبه عبد الملك بن مروان، فاختفى في بيت المقدس، فلم يزل يطلبه، حتى قبض عليه، فقتله، وصلبه، وذلك سنة 69 ?.
انظر: ميزان الاعتدال للذهبي 1/434. ولسان الميزان لابن حجر 2/151. وتلبيس إبليس لابن الجوزي ص 379. والأعلام للزركلي 2 /154. [6] مكحول الحلبي لم أقف على ترجمته.
وشيخ الإسلام رحمه الله يذكر في بعض كتبه جماعة من المتنبئين، ويذكر منهم السهروردي الحلبي المقتول. انظر مثلاً شرح الأصفهانية 1/286، لكن هذا الحلبي ليس اسمه مكحول.
7 ذكر شيخ الإسلام رحمه الله هذا المتنبئ الكذّاب في كثير من كتبه؛ مثل: الجواب الصحيح 2/34. وشرح الأصفهانية 1/287. والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ص 179-180؛ حيث ذكره فيه باسم باباه الرومي.
وقد تقدّم تفصيل القول فيه سابقاً، انظر ص 192 من هذا الكتاب.
اسم الکتاب : النبوات المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 497