اسم الکتاب : النبوات المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 484
فصل تعريف المعجزة عند الأشاعرة
والمعتزلة قبلهم[1] ظنّوا أنّ مجرّد كون الفعل [خارقاً] [2] للعادة، هو الآية على صدق الرسول، فلا يجوز ظهور خارقٍ إلاّ لنبيٍّ. والتزموا طرداً لهذا: إنكار أن يكون للسحر تأثيرٌ خارجٌ عن العادة؛ مثل أن يموت ويمرض بلا مباشرة شيءٍ. وأنكروا الكهانة، وأن تكون الجن تُخبر ببعض المغيبات، وأنكروا كرامات الأولياء[3]. [1] أي قبل الأشاعرة. [2] في ((ط)) : خلافاً. [3] وذلك لأنّ من مذهبهم عدم تجويز وقوع الخوارق على يد غير الأنبياء.
يقول القاضي عبد الجبار المعتزلي: "إنّ العادة لا تُخرق إلا عند إرسال الرسل، ولا تخرق لغير هذا الوجه؛ لأنّ خرقها لغير هذا الوجه يكون بمنزلة العبث". المغني في أبواب التوحيد والعدل15/189. وانظر: المصدر نفسه15/241. وشرح الأصول الخمسة ص 568-572. ورسائل العدل والتوحيد ص 237.
وقال عبد القاهر البغدادي عنهم: "وأنكرت القدرية كرامات الأولياء؛ لأنّهم لم يجدوا في أهل بدعتهم ذا كرامة". أصول الدين ص 175.
وانظر أول هذا الكتاب ((النبوات)) ص 148، وما سيأتي لاحقاً ص 1260-1261؛ إذ ذكر المؤلف رحمه الله أنّ الذين أنكروا الكرامات هم المعتزلة، وابن حزم. انظر: المحلى 1/36، وأبو إسحاق الاسفراييني، وأبو محمد بن زيد. وقد ردّ عليهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ص 148-151. وانظر: شرح الأصفهانية 2/609 وقد أورد السبكي شبه المعتزلة في نفي الكرامات، وردّ عليها. انظر: طبقات الشافعية الكبرى 2/334.
اسم الکتاب : النبوات المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 484