اسم الکتاب : النبوات المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 41
لا سيما في المعجزات التي هي الدلائل اليقينيّة على صدق الرسل؛ فإنّ رتبة الرسالة ذات شأن عظيم؛ إذ هي الواسطة بين الخالق والمخلوق، والعابد والمعبود، وعليها تترتب سعادة المصدّقين، وشقاوة المكذّبين في كلتا الدارين[1].
وفضل معرفة المعجزات، والتمييز بينها وبين ما للسحرة والكهان من الخوارق عظيم، وتعلّم ذلك من أشرف العلوم.
يقول شيخ الإسلام - رحمه الله: "فإنّ الكلام في المعجزات وخصائصها، والفرق بينها وبين غيرها من أشرف العلوم، وأكثر أهل الكلام خلطوا فيه تخليطاً ليس هذا موضعه" [2].
ويقول - رحمه الله: "الفرق بين النبيّ والساحر أعظم من الفرق بين الليل والنهار"[3].
ويقول - رحمه الله - أيضاً: "فهذا الموضوع من فهمه فهماً جيداً تبيَّن له الفرقان في هذا النوع؛ فإنّ كثيراً من الناس يصفها بأنها خوارق ومعجزات وعجائب، ونحو ذلك، ولا يُحقّق الفرق بين ما يجب أن يخرق عادته ومعجزه، ومن لا يجب أن يكون في حقه كذلك"[4]. [1] انظر: خوارق العادات لعبد الرحمن إبراهيم الحميضي ص 5. وانظر: النبوات ص 636، 961-963، 1261، 1326. [2] قاعدة عظيمة في الفرق بين عبادات أهل الإسلام والإيمان ص 164. [3] النبوات ص 845. [4] النبوات ص 1020.
اسم الکتاب : النبوات المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 41