اسم الکتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 78
وقول القائل إن الاعتبار بالسابقة أو بما سبق به العلم ونحو ذلك كلامٌ صحيح لكن يُعلم مع ذلك أن علم الرَّبِّ حقٌّ مطابقٌ للمعلوم فهو يعلم الأشياء على ما هي عليه لا يكون علمه بخلاف الواقع فهو سبحانه إذا عَلِم أنه سيخلق السموات والأرض ويقيم القيامة فهو يعلم أنه يفعل ذلك بمشيئته وقدرته لا أن ذلك يكون بدون مشيئته وقدرته.
وإذا عَلِم أن السُّعداء يدخلون الجنة وأن الأشقياء يدخلون النار فهو يعلم أن الأشقياء يدخلون النار بكفرهم وفسوقهم وأن السعداء يدخلون الجنة بالإيمان فإنه يُخْرِج من النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان والله تعالى ينشئ للجنة خَلْقًا في الآخرة يدخلهم الجنة بفضل رحمته.
وأما النار فلا يدخلها عند جمهور المسلمين إلا من اتبع الشيطان قال تعالى لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) [ص 85] فأقسم أنه ليملأنها من أتباع إبليس ومن لم يعص الله لم يتبع إبليس وإذا امتلأت بأتباعه لم يكن لغيرهم فيها موضع.
وقد ذهب طائفة من الناس إلى أن النار قد يدخلها من لا ذنب له وهو قولُ من يقطع أن أطفال المشركين يدخلون النار وقول من يُجَوِّز ذلك بلا تكليف وهذا يقوله طائفة من أهل الكلام والفقه والحديث
اسم الکتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 78