responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجموعة الرسائل والمسائل والفتاوى المؤلف : آل معمر، حمد بن ناصر    الجزء : 1  صفحة : 138
النوع الثاني: سؤال الميت والغائب وغيرهما ما لا يقدر عليه إلا الله مثل سؤال قضاء الحاجات وتفريج الكربات وإغاثة اللهفات فهذه من المحرمات المنكرة باتفاق أئمة المسلمين، لم يأمر الله به ولا رسوله ولا فعله أحد من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان ولا استحبه أحد من أئمة المسلمين، وهذا مما يعلم بالدين بالإضرار أنه ليس من دين الإسلام فإنه لم يكن أحد منهم إذا نزلت به شدة أو عرضت له حاجة يقول لميت يا سيدي فلان اقض حاجتي أو اكشف شدتي أو أنا في حسبك أو أنا متشفع بك إلى ربي كما يقول بعض هؤلاء المشركين لمن يدعونهم من الموتى والغائبين.
ولا أحد من الصحابة استغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته ولا بغيره من الأنبياء عند قبورهم ولا إذا بعدوا عنها، فإن هذا من الشرك الأكبر الذي كفر الله به المشركين الذين كفرهم النبي صلى الله عليه وسلم واستباح دماءهم وأموالهم لم يقولوا أن آلهتم شاركت الله في خلق العالم أو أنها تنزل المطر وتنبت النبات بل كانوا مقرين بذلك لله وحده كما قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} الآية. وقال تعالى: {قُلْ لِمَنِ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} إلى قوله: {فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} وقال تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ} قال طائفة من السلف في تفسير هذه الآية: إذا سئلوا من خلق السموات والأرض قالوا الله وهم يعبدون غيره، ففسروا الإيمان في الآية بإقرارهم بتوحيد الربوبية وفسروا الإشراك بإشراكهم في توحيد الألوهية الذي هو توحيد العبادة.
والعبادة اسم جامع لما يحب الله ويرضاه من الأقوال من ذلك الدعاء بما لا يقدر على جلبه أو دفعه إلا الله، فمن طلبه من غيره واستعان به فيه فقد عبده به والدعاء من أفضل العبادات وأجل الطاعات قال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} وفي الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدعاء مخ العبادة" وللترمذي والنسائي ابن ماجه من حديث النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الدعاء هو العبادة" ثم قرأ {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} الآية قال الترمذي حديث حسن صحيح، قال الشارح: معنى قوله صلى الله عليه وسلم "الدعاء هو العبادة" أي خالصها أن الداعي إنما يدعو الله عند انقطاع أمله مما سواه وذلك حقيقة التوحيد والإخلاص انتهى.
والدعاء في القرآن يتناول معنيين أحدهما: دعاء العبادة وهو دعاء الله لامتثال أمره في قوله: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} الثاني دعاء المسألة وهو دعاؤه سبحانه في جلب المنفعة ودفع المضرة وبقطع النظر عن الامتثال فقد فسر قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} بالوجهين أحدهما: ما هو عام في الدعاء وغيره وهو العبادة وامتثال الأمر له سبحانه فيكون معنى قوله {أَسْتَجِبْ لَكُمْ} أثابكم كما قال في الآية الأخرى: {وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} أي يثيبهم على أحد التفسيرين.
الثاني: ما هو خاص معناه سلوني أعطكم كما في الصحيحين عن النبي صلى الله

اسم الکتاب : مجموعة الرسائل والمسائل والفتاوى المؤلف : آل معمر، حمد بن ناصر    الجزء : 1  صفحة : 138
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست