responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مذكراتي السياسية المؤلف : عبد الحميد الثاني    الجزء : 1  صفحة : 193
عَمَّا يذكرهُ الاوربيون وَمن يتتبع الامور سيجد أَنه بعد اعتلائي الْعَرْش العثماني حدثت تطورات فكرية وَلَيْسَ هُنَاكَ جمود حَقِيقِيّ وَالْوَاقِع أَن حركتنا الفكرية بطيئة لَكِنَّهَا تتقدم بخطى وئيدة
ان التطور لَا يُمكن أَن يحدث تَحت تأثيرات وضغوط خارجية فَلَا بُد أَن يكون تطورا نابعا من صميم الْوَاقِع بشكل طبيعي وباتجاه صَحِيح
والدولة العثمانية بِسَبَب توسعها المفاجىء والسريع أشبه مَا تكون بشاب ضَعِيف البنية لَا تقدر بنيته على ممارسة حركات سريعة وَتَكون هَذِه الحركات وبالا عَلَيْهَا ان هِيَ مارستها والتجديد الذى يطالبون بِهِ تَحت اسْم الاصلاح سَيكون سَببا فِي اضمحلالنا ترى لماذا يُوصي أعداؤنا الَّذين عَاهَدُوا الشَّيْطَان بِهَذِهِ الْوَصِيَّة بِالذَّاتِ لَا شكّ أَنهم يعلمُونَ علم الْيَقِين أَن الاصلاح هُوَ الدَّاء وَلَيْسَ الدَّوَاء وَأَنه كَفِيل بِالْقضَاءِ على هَذِه الامبراطورية يتظاهرون بالحزن والاسى على حالتنا الْمُتَأَخِّرَة ويسعون عَن خبث الى الْقيام بِأَيّ عمل كَانَ لما يسمونه بِرَفْع مستوانا ان الدول الاوربية تحْتَاج الى اصلاحات لَا حصر لَهَا انني معجب بالتطور الصناعي فِي أوربا وأمريكا وأعترف بأننا متأخرون عَن هَذَا الركب أَكثر من قرن أما اذا قسنا الْحَالة الَّتِي نَحن فِيهَا الْآن بالحالة الَّتِي كُنَّا فِيهَا قبل اعتلائي سدة الْخلَافَة آخذين بِعَين الِاعْتِبَار الاوضاع العالمية السائدة

اسم الکتاب : مذكراتي السياسية المؤلف : عبد الحميد الثاني    الجزء : 1  صفحة : 193
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست