responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بدائع السلك في طبائع الملك المؤلف : ابن الأزرق    الجزء : 1  صفحة : 503
يتضاعف الشَّرّ ويتفاقم الْمَحْذُور قَالَ أفلاطون شَرّ مَا يَقع لمن اصطنعه البخت من الْوُلَاة أَلا يرضى من أَصْحَابه إِلَّا بذوي البخوت وَلِهَذَا تفْسد الصناعات وتستهان مَعَه نواميسها وتنسى صُورَة الْعدْل من الْأَشْيَاء ويظن الْوَالِي أَن هَذَا يَدُوم حَتَّى يهجم بِهِ على نِهَايَة الْمَكْرُوه
الْمفْسدَة الرَّابِعَة إفضاؤه فِي جملَة مَا هُوَ مثله فِي التَّفْرِيط إِلَى خراب الدول بآخرة قَالَ أَيْضا الإفراطات فِي الدول مبادئ الْفساد فَإِذا انضاف إِلَيْهَا إِيثَار الرَّاحَة والاستهانة بمشورة ذَوي التجارب والاتكال على البخت لم تلبث
الْمفْسدَة الْخَامِسَة مَجِيء المكاره بِهِ من حَيْثُ لَا يشْعر بهَا حَتَّى يتعجب من ذَلِك كَمَا يتعجب من المساعدة بِهِ أَيَّام اطراده
قَالَ أَيْضا كَمَا أَن مساعدة البخت تحير الْعُقُول فِي أحسن مواتاة الْأُمُور للمبخوت ومجيئها من حَيْثُ لَا يظنّ فَكَذَلِك انْصِرَافه يحيرها فِي بخت المكاره لَهُ ومجيئها من حَيْثُ لم يحْتَسب
قلت وَهُوَ من شَوَاهِد ضعف الْإِنْسَان وقهره لمجارى الْقدر عَلَيْهِ من حَيْثُ لَا يشْعر محبوبا ومكروها وَقد أَشَارَ إِلَيْهِ فِي مَوضِع آخر
فَائِدَة فِي تَنْبِيه مُوجب الِاعْتِمَاد على البخت ضعف النَّفس عَن الْوَفَاء بمؤونة الحزم
قَالَ أَيْضا إِذا قويت نفس الْإِنْسَان انْقَطع إِلَى الرَّأْي وَإِذا ضعفت انْتقل إِلَى البخت
قلت ولابد فِي الِانْقِطَاع إِلَى الرَّأْي وَعند كَمَال قُوَّة النَّفس من مُلَاحظَة أَن الْمُقدر من البخت هُوَ الْكَائِن
فَمن كَلَامه أَيْضا إِذا ضعفت النَّفس أطاعت الِاتِّفَاق وَإِذا قويت انْقَطَعت إِلَى الإعتماد
قَالَ والمعمول فِي هَذَا أَن يكون الِاعْتِمَاد للْعَمَل والاتفاق فِي الْعلم
الْمَسْأَلَة الرَّابِعَة من الْكَلِمَات الْحكمِيَّة فِي هَذَا الْوَصْف

اسم الکتاب : بدائع السلك في طبائع الملك المؤلف : ابن الأزرق    الجزء : 1  صفحة : 503
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست