responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدرة الغراء في نصيحة السلاطين والقضاة والأمراء المؤلف : الخَيْربَيْتي    الجزء : 1  صفحة : 205
وَقَالَ الْعلمَاء: الْإِحْسَان أشرف الْأَشْيَاء، إِن وصل إِلَى الْأَجَانِب يصيرون بِهِ أصدقاء، وَإِن وصل إِلَى الأصدقاء يصيرون بِهِ عبيدا.
حِكَايَة: يحْكى أَن مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَام - لما رَجَعَ من الطّور رأى أَن السامري صنع من الذَّهَب كصورة الْعجل، فوسوس إِلَى قوم مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَام - حَتَّى عبدُوا الْعجل، فَجمع النَّار بَين قومه، وأحرق الْعجل فِي النَّار، وَطلب السامري فَلم يجده إِلَى أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَبعد ذَلِك وجدوا السامري وَجَاءُوا بِهِ إِلَى عِنْد مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَام - فَلَمَّا رأى مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَام - السامري قَالَ: أَيْن كنت مُنْذُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا؟ قَالَ: يَا رَسُول الله، كنت مَسْتُورا تَحت خبز وَاحِد. يَعْنِي: لما علم السامري غضب مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَام - عَلَيْهِ خَافَ مِنْهُ خوفًا شَدِيدا، فَأعْطى مِسْكينا خبْزًا وَاحِدًا، حفظه الله - تَعَالَى - أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَلم يره أحد، بِسَبَب هَذَا الْقدر من الْإِحْسَان.
وَأما إيتَاء ذِي الْقُرْبَى فِي الرّعية: فَهُوَ أَن يقْضِي حُقُوقهم وحوائجهم، لِأَن الرّعية بِمَنْزِلَة الْقَرَابَة للْملك، بل الرّعية للْملك بِمَنْزِلَة أَوْلَاده وَعِيَاله، وَلِهَذَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام: " من ولى أُمُور الْمُسلمين وَلم يحفظهم كحفظه أهل بَيته فقد تبوأ مَقْعَده من النَّار ".
وَلِهَذَا وصّى النَّبِي - عَلَيْهِ السَّلَام - فِي آخر حَيَاته " الصَّلَاة وَمَا ملكت أَيْمَانكُم. يَعْنِي: أَدّوا الصَّلَاة فِي وَقتهَا، بفرائضها، وواجباتها، وسننها، وتعديل أَرْكَانهَا، وأدوا حُقُوق الرعايا الَّتِي تَحت أَيْدِيكُم.

اسم الکتاب : الدرة الغراء في نصيحة السلاطين والقضاة والأمراء المؤلف : الخَيْربَيْتي    الجزء : 1  صفحة : 205
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست