responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مشكلة السرف في المجتمع المسلم وعلاجها في ضوء الإسلام المؤلف : الطريقي، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 127
وقد أخذ الصحابة بالمنهج نفسه.
فهذا سلمان الفارسي رضي الله عنه - وهو أحد خريجي مدرسة النبوة - يحضر وليمة فيأكل حاجته، فيأمره المضيف بالزيادة من الأكل فيقول: حسبي، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة» [1] .
وهو بهذا ينبه مستمعيه إلى أن الإسراف في الأكل مذموم شرعا، فلا ينبغي تشجيع الناس عليه.
وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدخل عليه أحد الشباب لعيادته والاطمئنان على صحته بعد أن طعنه أبو لؤلؤة المجوسي - «فلما ولى الشاب إذا إزاره يمس الأرض، فقال عمر: ردوا عليَّ الغلام، فلما جاءه قال له عمر: " يا ابن أخي ارفع ثوبك، فإنه أبقى لثوبك، وأتقى لربك» [2] .
وهذا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يدخل عليه خباب بن الأرت رضي الله عنه وقد تحلى بخاتم ذهب، فبعد جلسة علمية دارت حول القراءات التفت عبد الله بن مسعود إلى خباب وقال بأسلوب رقيق: " ألم يأن لهذا الخاتم أن يلقى؟ فقال خباب: أما إنك لن تراه عليّ بعد اليوم فألقاه " [3] .
قال الحافظ بن حجر (ت 852 هـ) : " وفي الحديث منقبة لابن مسعود وحسن تأنيه في الموعظة والتعليم، وأن بعض الصحابة كان يخفى عليه بعض الأحكام، فإذا نبه عليها رجع، ولعل خبابا كان يعتقد أن النهي عن لبس الرجال خاتم الذهب للتنزيه، فنبهه ابن مسعود على تحريمه فرجع إليه مسرعا " [4] .

[1] رواه ابن ماجه في السنن، ك: الأطعمة - الباب 50 ح / 3351، وحسنه الشيخ الألباني (ينظر: صحيح سنن ابن ماجه 2 / 237.
[2] رواه البخاري في صحيحه، ك: فضائل الصحابة - الباب 8.
[3] رواه البخاري في صحيحه، ك: المغازي - الباب 74.
[4] فتح الباري 8 / 101.
اسم الکتاب : مشكلة السرف في المجتمع المسلم وعلاجها في ضوء الإسلام المؤلف : الطريقي، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 127
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست