responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مشكلة السرف في المجتمع المسلم وعلاجها في ضوء الإسلام المؤلف : الطريقي، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 126
وذلك كان منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، فقد صنعهم على عينه عليه الصلاة والسلام، حتى أصبحوا ما بين صديق وشهيد وصالح، فكانوا خير أصحاب لخير نبي، وتلقوا الدين والوحي عن رغبة وطواعية، فانقادوا واستجابوا، واستحقوا الثناء من الله تعالى.
{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} [الفتح: 29] [1] الآية.
ورباهم عليه الصلاة والسلام على الوسطية والاعتدال في شأنهم كله ونهاهم عن الغلو والإفراط والإسراف.
فكان يقول: «إياكم والغلو في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين» [2] .
ويقول: «عليكم هديا قاصدا [3] عليكم هديا قاصدا، عليكم هديا قاصدا» [4] .
«ويمر على سعد وهو يتوضأ - فيرى منه إسرافا - في استعمال الماء، فيقول: " ما هذا السرف يا سعد؟ قال سعد: أفي الوضوء سرف؟ فقال صلى الله عليه وسلم: نعم، وإن كنت على نهر جار» [5] وورد أنه عليه الصلاة والسلام لما رأى عدم استقامة المعايير في تقويم الرجال، وأن بعض الناس قد يحتفي بالمترف دون الضعيف قام خطيبا فقال: «ما بال أقوام يشرفون المترفين ويستخفون بالعابدين ويعملون بالقرآن ما وافق أهواءهم. . .» [6] الحديث.

[1] آخر سورة الفتح.
[2] رواه الإمام أحمد في المسند: 1 / 215، قال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح. انظر: المسند بتحقيقه، 5 / 85.
[3] أي طريقا معتدلا.
[4] رواه أحمد في المسند: 4 / 422، والحاكم في المستدرك: 1 / 312، وقال: صحيح الإسناد، وأقره الذهبي.
[5] رواه أحمد في المسند: 2 / 221 وابن ماجه في سننه، ك: الطهارة الباب 48، ويراجع: ص9 مما سبق.
[6] أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: 6 / 313.
اسم الکتاب : مشكلة السرف في المجتمع المسلم وعلاجها في ضوء الإسلام المؤلف : الطريقي، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 126
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست