الكلام في موضاع شذ عنه الصواب فيه ... على أن كلا الكتابين قد أهملا من هذا العلم أبوابًا، ولربما ذكرا في بعض المواضع قشورًا، وتركا لُبابًا، وكنت عثرت على ضروب كثيرة منه في غضون القرآن الكريم، ولم أجد أحدًا ممن تقدمني تعرَّض لذكر شيء منها، وهي إذا عدت كانت في هذا العلم بمقدار شطره، وإذا نظر إلى فوائدها وجدت محتوية عليه بأسره، وقد أوردتها هاهنا، وشفعتها بضروب أخر مدونة في الكتب المتقدمة، بعد أن حذفت منها ما حذفته، وأضفت إليها ما أضفته، وهداني الله لابتداع أشياء لم تكن من قبلي مبتدعة، ومنحني درجة الاجتهاد التي لا تكون أقوالها تابعة؛ وإنما هي متبعة...."[1].
اختيار المادة العلمية وحذف ما يمكن حذفه بحس علمي دقيق؛ يعني: استكمال القراءة، واستيفاء الدراسة حول الموضوع، واستخلاص النتائج المستفادة، وحينئذ يصبح الباحث مؤهلًا، ومهيأ نفسيًّا وفكريًّا وعمليًّا للكتابة؛ ومن ثَمَّ ينبغي الاهتمام بالجوانب الفنية والمنهجية. [1] ابن الأثير، نصر الله بن محمد، المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، تحقيق: محيي الدين عبد الحميد "مصر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، عام 1358هـ-1939م" جـ1، ص3.