responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كتابة البحث العلمي صياغة جديدة المؤلف : عبد الوهاب بن إبراهيم أبو سليمان    الجزء : 1  صفحة : 119
فإذا حدث مثل ذلك فبالإمكان الإشارة إليها في الهامش، وكذلك هنا أيضًا لَا بُدَّ من الاختيار[1].
إن كثيرًا من البحوث الجيدة فقدت أهميتها بسبب عدم حذف ما لا ضرورة لوجوده، وقد تنبه لهذا الجانب المؤلفون قديمًا، ومن الأمثلة المعروضة في هذا المجال ما ذكره ابن الأثير عن كتابي: الموازنة لأبي القاسم الحسن بن بشر الآمدي، وسر الفصاحة لأبي محمد عبد الله بن سنان الخفاجي، اللذين يعتبران من أهم المصادر العربية في علم البيان بما يشير أولًا إلى أن حشو البحوث والمؤلفات العلمية يهوي بمكانتها، وينقص من درجتها، وإلى أن اختيار المادة العلمية وانتقاءها ثانيًا مبدأ أخذ به المؤلفون أنفسهم، وهي مرحلة لا تقل صعوبة عن أي مرحلة أخرى في البحث.
يقول ابن الأثير:
"وبعد، فإن علم البيان لتأليف النظم والنثر بمنزلة أصول الفقه للأحكام وأدلة الأحكام، وقد ألف الناس فيه كتبًا، وجلبوا ذهبًا وحطبًا، وما من تأليف إلا وقد تصفحت شينه وسينه، وعلمت غثه وسمينه، فلم أجد ما ينتفع به في ذلك إلا كتاب الموازنة لأبي القاسم الحسن بن بشر الآمدي، وكتاب سر الفصاحة لأبي محمد عبد الله بن سنان الخفاجي، غير أن كتاب الموازنة أجمع أصولًا، وأجدى محصولًا، وكتاب سر الفصاحة -وإن نبه فيه على نكت منيرة- فإنه قد أكثر مما قل به مقدار كتابه، من ذكر الأصوات، والحروف، والكلام عليها، ومن الكلام على اللفظة المفردة وصفاتها، مما لا حاجة إلى أكثره، ومن

[1] انظر: Pickford and Smith, p. 43.
اسم الکتاب : كتابة البحث العلمي صياغة جديدة المؤلف : عبد الوهاب بن إبراهيم أبو سليمان    الجزء : 1  صفحة : 119
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست