responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل ابن حزم المؤلف : ابن حزم    الجزء : 1  صفحة : 158
خبر:
ومن عجيب طاعة المحب لمحبوبه أني أعرف من كان سهر الليالي الكثيرة ولقي الجهد الجاهد فقطعت قلبه ضروب الوجد ظفر بمن يحب وليس به امتناع ولا عنده دفع، فحين رأى منه بعض الكراهة لما نواه تركه وانصرف عنه، لا تعففاً ولا تخوفاً لكن توقفاً عند موافقته رضاه، ولم يجد من نفسه معيناً على إتيان ما لم ير له إليه نشاطاً وهو يجد ما يجد. وإني لأعرف من فعل هذا الفعل ثم تندم لعذر [1] ظهر من المحبوب؛ فقلت في ذلك: [من الرمل]
غافص الفرصة واعلم أنها ... كمضي البرق تمضي الفرص
كم أمور أمكنت [2] أهملها ... هي عندي إذ تولت غصص
بادر الكنز الذي ألفيته ... وانتهز صيداً [3] كباز يقنص ولقد عرض مثل هذا بعينه لأبي المطرف [4] عبد الرحمن بن أحمد بن محمود [5] صديقنا وأنشدته أبياتاً لي فطار بها كل مطار، وأخذها مني فكانت هجيراه.
خبر:
ولقد سألني يوماً أبو عبد الله محمد بن كليب من أهل القيروان أيام كوني بالمدينة، وكان طويل اللسان جداً مثقفاً للسؤال في كل فن فقال لي، وقد جرى بعض ذكر الحب ومعانيه [6] : إذا كره من أحب لقائي وتجنب قربي فما أصنع قلت: أرى أن تسعى في إدخال الروح

[1] برشيه: لغدر.
[2] معظم الطبعات: أمهلها.
[3] معظم الطبعات: صبراً.
[4] في جميع الطبعات: المظفر.
[5] من أقرب الناس إلى ابن حزم أبو المطرف عبد الرحمن بن أحمد بن بشر قاضي الجماعة بقرطبة؛ ولكن لفظة " محمود " لا ترد في نسبه (انظر الجذوة) .
[6] هذه صورة ممتعة تشير إلى تحول القضايا العاطفية إلى مستوى الجدل العقلي.
اسم الکتاب : رسائل ابن حزم المؤلف : ابن حزم    الجزء : 1  صفحة : 158
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست