اسم الکتاب : خطبة الجمعة ودورها في تربية الأمة المؤلف : عبد الغني أحمد جبر مزهر الجزء : 1 صفحة : 122
وقال عمرو بن معدي كرب:
ليس الجمال بمئزر ... فاعلم وإن رديت بردا
إن الجمال معادن ... ومناقب أورثن مجدا
وقال حبيب بن أبي ثابت: أن تعز في خصفة خير لك من أن تذل في مطرف [1] أي: أن تعز وأنت تلبس غليظ الثياب، خير من أن تذل وأنت تلبس مطارف الخز، وكما أنه لا يبالغ في التأنق فلا يبالغ في الرثاثة وإظهار الخشونة، وليتجمل للوفد والمناسبات، وعلى رأس هذه المناسبات الجمعة.
لذلك يسن أن يكون ثوب الجمعة سوى ثوب المهنة.
عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما على أحدكم إن وجد، أن يتخذ ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوبي مهنته» [2] .
وعن أنس رضي الله عنه قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استجد ثوبا لبسه يوم الجمعة» [3] .
وجمال المظهر هو المروءة الظاهرة للإنسان كما قيل: المروءة الظاهرة في الثياب الطاهرة [4] .
بل إن السمت الحسن والمظهر الحسن ربما كان أنطق عند الناس، وأهدى إلى العمل من القول المجرد.
قال البخاري رحمه الله في كتاب الأدب المفرد: باب الهدي والسمت الحسن، وروى بإسناد لا بأس به عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: إنكم في زمان كثير فقهاؤه، قليل خطباؤه، قليل سؤاله، كثير معطوه، العمل [1] عيون الأخبار (1 / 418) . [2] رواه أبو داود (1 / 283) وابن ماجه (5 / 1091) بإسناد صحيح، ورواه مالك في الموطأ (1 / 110) عن يحيى بن سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلاغا. [3] رواه أبو الشيخ في كتاب أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (ص93) . [4] أدب الدنيا والدين (ص 341) .
اسم الکتاب : خطبة الجمعة ودورها في تربية الأمة المؤلف : عبد الغني أحمد جبر مزهر الجزء : 1 صفحة : 122