والنفقة عند إمكانه، ليُؤثر منه المحتاجين والرُّفقة، وأن يُطيّبَ زَادَه، فعن مجاهد قال: "من كرم الرجل طيب زاده في سفره"، وأن تكون نفسُه طيّبةً بجميع ما ينفقُه، فإنّه أقربُ إلى القبول، وينبغي أن لا يسرف في التنعم والترفّه، وطلب الراحة في كل شيء.
إن الحجَ بمالٍ حلال، وكسبٍ طيب، ونفقةٍ جاءت من طرق مشروعة، وإنفاق الحاج على نفسه منها، وبعدَه عن المال المشبوه والكسب المحرم، كلُّ ذلك أدعى إلى قبول حجه، وأقرب إلى مغفرة ذنوبه، وعودته سليماً نقياً من الأوزار والآثام، بخلاف ما إذا كانت النفقة محرمة أو مشبوهة، فإن ذلك يؤدي إلى عدم قبول العمل ورده، كما قيل:
يا من حججتَ بمالٍ كلّه سحتُ ... فما حججتَ ولكن حجت العِيْرُ
لا يقبل اللهُ إلا كلَّ طيبةٍ ... ما كل من حجَّ بيت الله مبرورُ