responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تبصير أولي الألباب ببدعة تقسيم الدين إلى قشر ولباب المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل    الجزء : 1  صفحة : 49
ومعنا أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، فأتوا على مخاضة وعمر على ناقة، فنزل عنها وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه، وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة، فقال أبو عبيدة: "يا أمير المؤمنين أأنت تفعل هذا؟! تخلع خفيك وتضعهما على عاتقك، وتأخذ بزمام ناقتك، وتخوض بها المخاضة؟ ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك "، فقال عمر: " أَوَّه لو يقل ذا غيُرك أبا عبيدة جعلته نكالًا لأمة محمد - صلى الله عليه وسلم -!،
إنا كنا أذلَّ قوم فَأعزَّنا الله بالِإسلام، فمهما نطلب العِزَّ بغير ما أعزنا الله به؛ أذلنا الله ".
وفي رواية: (يا أمير المؤمنين، تلقاك الجنوِد وبطارقة الشام وأنت على حالك هذه، فقال عمر: إنا قوم أعزنا الله بالإسلام؛ فلن نبتغي العز بغيره) [1].
ْودخل أعرابي رَثُّ الهيئة بالي العباءة على أحد الخلفاء، فاقتحمته عينهُ، فعرف الأعرابي ذلك في وجهه، فقال: " يا أمير المؤمنين؟ إن العباءة لا تكلمك، ولكن يكلمك مَن فيها، فأدناه، فإذا به مِدْرَهُ [2] فصاحة في القول وبلاغة، فجعله من خاصته ".
وقال الشافعي رحمه الله:
عَلَيَّ ثيابٌ لو يُباعُ جميعُها ... بفِلْسٍ لكان الفِلْسُ منهن أكثرا
وفيهن نفسٌ لو تُقاسُ بمثلها ... نفوسُ الورى [3] كانت أَعَزَّ وأكبرا
وما ضرَّ نَصْلَ السيفِ إِخْلاقُ غِمْدِه [4] ... إذا كان عَضْبًا [5] حيث وجَّهْتَهُ فَرَى (6)

[1] رواه الحاكم (1/ 61، 62)، وقال: " صحيح على شرط الشيخين "، ووافقه الذهبي، وقال الألباني في " الصحيحة " رقم (51): " وهو كما قالا ".
[2] المِدْرَهُ: السيد الشريف، والمُقْدِمُ عند الخصومة والقتال.
[3] الورى: الخَلْق.
[4] إخْلاقُ غِمْده: يقال خَلَق الجلدُ إذا بَلِىَ، والغِمْد: جَفْن السيف وغلافه.
[5] العَضْبُ: السيف، يقال: عَضُب السيف: إذا صار قاطعًا حادًّا.
(6) فَرَى: شَقَّ، وفَتَّت.
اسم الکتاب : تبصير أولي الألباب ببدعة تقسيم الدين إلى قشر ولباب المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل    الجزء : 1  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست