اسم الکتاب : الحذر من السحر المؤلف : الجريسي، خالد الجزء : 1 صفحة : 75
الفصل الثاني بيان معنى السحر، وما يتعلق به من مصطلحات
درج المصنِّفون في بيان معنى السحر على الاقتصار على ذكر التعريفين اللغوي والاصطلاحي له، وقد أحببت - إتمامًا للفائدة - بيان مصطلحاتٍ لها تعلق وثيق بمعنى السحر، وعليه فإن محتوى هذا الفصل سيكون على بابين: الباب الأول في التعريف بالسحر لغة واصطلاحًا. والثاني: في بيان مصطلحات متعلقة بالسحر.
الباب الأول: بيان معنى السحر؛ وفيه مبحثان:
الأول: في التعريف اللغوي للسحر.
الثاني: في تعريفه اصطلاحًا.
المبحث الأول: التعريف اللغوي.
السِّحْر مصدر سَحَر يَسْحَرُ. وله معان عديدة في أصل اللغة، منها: [صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره، فكأن الساحر لما أرى الباطل في صورة الحق وخَيّل الشيءَ على غير حقيقته، قد سَحَر الشيءَ عن وجهه، أي: صَرَفَه. وإنما سمّت العرب السِّحْر سِحْرًا لأنه يزيل الصحة إلى المرض، وإنما يقال: سَحَره، أي: أزاله عن البغض إلى الحب] [1] . [ومن الصرف: البيان في فطنةٍ، والفصاحة في الكلام واللِّسانةِ فيه، كما في الحديث: «إن من البيان لسحرًا» [2] ، ومعناه - والله أعلم - أنه يبلغ من ثنائه أنه يمدح [1] انظر: لسان العرب، لابن منظور (4/348) [فصل السين من باب الراء] . مادة (سحر) . [2] أخرجه البخاري؛ كتاب: الطب، باب: «إن من البيان لسحرًا» . برقم (5767) ، عن ابن عمر رضي الله عنهما. وفي لفظٍ له: «إن بعض البيان لَسحرٌ» ، وعند مسلم - من حديث عمّار بن ياسر رضي الله عنهما -؛ كتاب: الجمعة، باب: تخفيف الصلاة والخُطبة، برقم (869) : «إن طول صلاة الرجل، وقِصَر خُطبته، مَئِنَّةٌ من فقهه، فأطيلوا الصلاة، واقصُروا الخطبة، وإن من البيان سحرًا» . ومناسبة ورود الحديث: (أنه قدم رجلان من المشرق فخطبا، فعَجِب الناسُ ... لبيانهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من البيان لسحرًا» والرجلان هما: الحصين بن بدر، ولقبه الزِّبْرِقان - والزِّبْرقان: من أسماء القمر، وسمي به الحصين لمزيد حسنه -، وعمرو ابن الأهتم، والرجلان تميميان قدما في وفد بني تميم على النبيِّ صلى الله عليه وسلم سنة تسع مع الهجرة. انظر: الفتح لابن حجر (10/247) .
اسم الکتاب : الحذر من السحر المؤلف : الجريسي، خالد الجزء : 1 صفحة : 75