اسم الکتاب : الحدود والتعزيرات عند ابن القيم المؤلف : بكر أبو زيد الجزء : 1 صفحة : 59
قصة أبي محجن رضي الله عنه [1] :
استدل ابن القيم رحمه الله تعالى على تقرير الاستثناء المذكور بقصة أبي محجن رضي الله عنه مع سعد ابن أبي وقاص [2] رضي الله عنه فقال [3] :
(أتي سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه بأبي محجن رضي الله عنه- يوم القادسية وقد شرب الخمر، فأمر به إلى القيد، فلما التقى الناس قال أبو محجن:
كفى حزناً أن تطرد الخيل بالقنا ... وأترك مشدوداً عليّ وثاقيا.
فقال لابنة حفصة امرأة سعد [4] : أطلقيني ولك والله على أن سلمني
الله أن أرجع حتى أضع رجلي في القيد. فإن قتلت استرحتم مني. قال: فخلته حتى التقى الناس. وكانت بسعد جراحة فلم يخرج يومئذ إلى الناس. قال وصعدوا به فوق العذيب [5] ينظر إلى الناس واستعمل على الخيل خالد بن عرفطة [6] . فوثب أبو محجن على فرس لسعد. يقال لها البلقاء. ثم أخذ رمحاً ثم خرج فجعل لا يحمل على ناحية من العدو إلا هزمهم. وجعل الناس يقولون: هذا ملك لما يرونه يصنع. وجعل سعد يقول: الضبر. ضبر البلقاء [7] . والظفر ظفر أبي محجن. وأبو محجن في القيد فلما هزم العدو رجع أبو [1] هو: أبو محجن الثقفي الشاعر الصحابي المشهور اختلف في اسمه. فقيل عمرو بن حبيب وقيل بل اسمه [كنيته] (*) مات بجرجان وقيل بغيرها (انظر: الإصابة 4/173-175) . [2] هو: سعد ابن أبي وقاص مالك بن وهيب الزهري: أحد العشرة وآخرهم موتا رضي الله عنهم مات سنة 55 هـ. (انظر: الإصابة 2 /30 والتقريب 1/290) . [3] انظر: أعلام الموقعين 3 / 17. [4] قال ابن حجر في الإصابة4/174: (اسم امرأة سعد المذكورة سلمى ذكر ذلك سيف في الفتوح وسماها أبو عمر أيضاً) . [5] العذيب: اسم قصر لسعد رضي الله عنه. [6] هو: خالد بن عرفطة الليثي ويقال العذري الصحابي رضي الله عنه توفي سنة 60 هـ. (انظر: تجريد أسماء الصحابة 1/152 والإصابة 1/409) . [7] قال ابن حجر فيِ الإصابة4/174 الضبر ضبر البلقاء هو بالضاد المعجمة والباء الموحدة: عدو الفرس ومن قال بالصاد المهملة فقد صحف نبه على ذلك ابن فتحون في أوهام الاستيعاب) =
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: في المطبوع: (كنينة)
اسم الکتاب : الحدود والتعزيرات عند ابن القيم المؤلف : بكر أبو زيد الجزء : 1 صفحة : 59