اسم الکتاب : الحدود والتعزيرات عند ابن القيم المؤلف : بكر أبو زيد الجزء : 1 صفحة : 203
المبحث الأول:
في أول قذف في الإسلام، في قصة الإفك
المراد بأول قذف في الإسلام ما كان بين غير الزوجين مما يوجب الحد. أما إذا كان بين الزوجين فيوجب اللعان وفي حديث أنس رضي الله عنه قال (أول لعان كان في الإسلام أن شريك ابن سحماء [1] قذفه هلال ابن أمية [2] بامرأته) (3) .
وعليه: فقد اشتهر أول قذف في الإسلام بين غير الزوجين بقصة القذف الكاذب على عائشة رضي الله عنها. المشتهرة قصتها باسم (قصة الإفك) [4] . وأنزل الله فيها قرآناً يتلى من سورة النور تبرئة من الله للصديقة بنت الصديق وحبيبة رسول ربّ العالمين إذ قال تعالى [5] (إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شراً لم بل هو خير لم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم) الآيات.
وابن القيم رحمه الله تعالى في ظل سياقه لغزوات النبي صلى الله عليه وسلم من كتابه (زاد المعاد) [6] يسوق الأحداث المتعلقة بالمغازي فلما عقد فصلاً في (غزوة المريسيع) [7] الشهيرة (بغزوة بني المصطلق) في شعبان سنة خمس من الهجرة ذكر (قصة الإفك) لأنها وقعت بعد القفول من هذه الغزوة. [1] هو: شريك بن سحماء- ينسب لأمه- واسم أبيه: عبدة بن مغيث البلوي عاش إلى خلافة عمر رضي الله عنه (انظر: الإصابة لابن حجر 2/ 147) . [2] هو: هلال ابن أمية بن عامر الأنصاري رضي الله عنه (انظر: الإصابة لابن حجر 3/ 574) . هذا الحديث مشهور بحديث الملاعنة. رواه أصحاب الكتب الستة
انظر: صحيح البخاري مع فتح الباري 9/ 445. [4] الإفك: هو الكذب (انظر: تفسير القرطبي 12/ 198) . [5] الآية رقم 11- إلى 22 سورة النور. [6] انظر: 2/113- 115. [7] المريسيع اسم بئر أو ماء لخزاعة على يوم من وادي الفرع وإليه تضاف (غزوة بني المصطلق) . (انظر: القاموس للفيروز آبادي 3/30) . وهو جنوب المدينة والله أعلم.
اسم الکتاب : الحدود والتعزيرات عند ابن القيم المؤلف : بكر أبو زيد الجزء : 1 صفحة : 203