اسم الکتاب : الحدود والتعزيرات عند ابن القيم المؤلف : بكر أبو زيد الجزء : 1 صفحة : 154
الأول: أن قاعدة الشريعة المطردة درء الحد بالشبهة بالإجماع. والشبهة هنا
متحققة من وجوه متعددة [1] :
فيحتمل أنه من وطء إكراه والمستكرهة لا حد عليها.
ويحتمل أنه من وطء رجل واقعها في نومها وهي ثقيلة النوم.
ويحتمل أنه من وطء شبهة.
ويحتمل أنه حصل الحبل بإدخال ماء الرجل في فرجها إما بفعلها أو بفعل غيرها.
فإذا كان الحد يدرء بالشبهة. والشبهة هنا واردة: صار وجود الحبل قرينة ضعيفة لا تقوى على إيجاب الحد، فلزم الدرء والله أعلم.
الثاني: أقضية الصحابة رضي الله عنهم في درء الحد عمن وجدت حبلى ولا زوج لها ولا سيد وقد ادعت الاستكراه ونحوه. منها ما يلي:
1- قصة شراحة رضي الله عنها:
روى عبد الرزاق في (مصنفه) [2] أن علياً أتى بامرأة من همدان وهي حبلى يقال لها: شراحة. قد زنت، فقال لها علي رضي الله عنه:
لعل الرجل استكرهك، قالت: لا.
قال: فلعل الرجل قد وقع عليك وأنت راقدة، قالت: لا.
قال: فلعل لك زوجاً من عدونا هؤلاء وأنت تكتمينه، قالت: لا.
فحبسها حتى إذا وضعت، جلدها يوم الخميس مائة جلدة، ورجمها يوم الجمعة فأمر فحفر لها حفرة بالسوق، فدار الناس عليها، أو قال بها: فضربهم بالدرة. ثم [1] انظر: المغني 10/193- 194. وبداية المجتهد 2/431، سبل السلام 2/8. [2] انظر: 7/326 ط الأولى سنة 392 هـ. نشر المكتب الإسلامي ببيروت.
اسم الکتاب : الحدود والتعزيرات عند ابن القيم المؤلف : بكر أبو زيد الجزء : 1 صفحة : 154