اسم الکتاب : الحدود والتعزيرات عند ابن القيم المؤلف : بكر أبو زيد الجزء : 1 صفحة : 133
(أن الآية وردت بلفظ الشيخ ففهم هؤلاء من تخصيص الشيخ بذلك أن الشاب أعذر منه في الجملة) .
ويدل لهذا تفسير عمر رضي الله عنه لهذه الآية بما أخرجه الحاكم [1] قال: (كان زيد بن ثابت [2] وسعيد بن العاص [3] يكتبان في المصحف فمرا على هذه الآية، فقال زيد: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الشيخ والشيخة فارجموها البتة. فقال عمر: لما نزلت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت، أكتبها؟ فكأنه كره ذلك، فقال عمر: ألا ترى أن الشيخ إذا زنى ولم يحصن جلد، وأن الشاب إذا زنى وقد أحصن رجم) .
وعليه قال أبي بن كعب ومسروق:
(البكران يجلدان وينفيان والثيبان يرجمان، واللذان بلغا سناً يجلدان ثم يرجمان) رواه عبد الرزاق [4] وقال ابن حجر: رجاله رجال الصحيح [5] .
وعلى قولهما (البكران وينفيان) نكت البخاري رحمه الله تعالى بترجمته فقال (باب: البكران يجلدان وينفيان) [6] .
المناقشة والترجيح:
من سياق أدلة هذه الأقوال الثلاثة في هذا المبحث يتبين أن موارد النقاش على [1] انظر: مستدرك الحاكم 4/ 360.
والحاكم هو: أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري المتوفى سنة 405 هـ. (انظر: تاريخ بغداد 5/473، والأعلام 7/101) . وانظر فتح الباري 12/143. [2] هو: زيد بن ثابت بن الضحاك الأنصاري رضى الله عنه مات بعد الخمسين من الهجرة (انظر: التقريب 1/272) . [3] هو: سعيد بن العاص بن أمية الأموي كان له عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم تسع سنين مات سنة 58 وقيل غيرها (انظر: التقريب 1/299) . [4] انظر: المصنف 7/329. [5] انظر: فتح الباري 12/157. [6] انظر: البخاري مع الفتح 12/156
اسم الکتاب : الحدود والتعزيرات عند ابن القيم المؤلف : بكر أبو زيد الجزء : 1 صفحة : 133