اسم الکتاب : التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام المؤلف : المشعبي، عبد المجيد بن سالم الجزء : 1 صفحة : 117
الفصل الثالث: التنجيم عند العرب في الجاهلية الفصل الثالث: التنجيم عند العرب في الجاهلية
... الفصل الثالث: التنجيم عند العرب (في الجاهلية)
كان العرب في الجاهلية يعرفون التنجيم، ويعتقد كثير منهم تأثير النجوم في أحوال العالم السفلي، وكانوا يعدونه نوعاً من أنواع الكهانة.
فالكهانة عندهم على أنواع شتى وهي: إما أن يكون لأحدهم رئيًا[1] من الجن وتابعاً يلقي إليه الأخبار بما يسترقه من السمع من السماء، أو بما يطلع عليه مما يغيب عن الناس غالباً، وإما أن يستند على الظن والتخمين، فيزعم أنه يعرف الأمور الخافية بمقدمات وأسباب تسبق الحوادث، وهو العرَّاف، وإما أن يستند على ظنون كاذبة وأوهام لا حقيقة لها، ويزعم أنه عرفها بالتجربة والعادة وهو المنجم[2].
ومما يؤيد اعتبار العرب التنجيم من الكهانة جواب قس بن ساعدة[3] عندما سأله ملك الروم: خبرني هل نظرت في النجوم؟ قال: ما نظرت فيها إلا بما أردت به الهداية، ولم أنظر فيما أردت به الكهانة، ثم قلت في النجوم:
علم النجوم على العقول وبال
وطلاب شيء لا ينال ضلال [1] هو جني يتعرض للرجل يريه كهانة وطبًّا. "لسان العرب": (14/297) . [2] انظر: "معالم السنن": (5/370) ، و"شرح النووي على صحيح مسلم": (14/223) ، و"بلوغ الأرب": (3/269-270) . [3] هو قس بن ساعدة بن عمرو، من بني إياد، أحد حكماء العرب في الجاهلية، وأحد خطبائهم. كان أسقف نجران، توفي سنة ثلاث وعشرين قبل الهجرة. "البداية والنهاية": (2/214) ، و "بلوغ الأرب": (2/244) .
اسم الکتاب : التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام المؤلف : المشعبي، عبد المجيد بن سالم الجزء : 1 صفحة : 117