اسم الکتاب : الإنصاف في حقيقة الأولياء ومالهم من الكرامات والألطاف المؤلف : الصنعاني، أبو إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 53
فينزل عيسى فيقول أميرهم: صل بنا. فيقول: لا. إن بعضكم على بعض أمير تكرمة [الله] [1] لهذه الأمة" [2] والأحاديث في هذا كثيرةٌ شهيرةٌ.
وقد اختلف العلماء في هذه الطائفة من هم؟ فذهب طائفة من العلماء إلى أنَّهم أئمة الحديث[3]، وذهبت طائفة أخرى إلى أنَّ المراد بهم أهل الإجماع وهم العلماء المجتهدون، وعليه بنى الحسين بن الإمام في شرح الغاية[4] في بحث الإجماع وفي بحث الاجتهاد.
والحق ما قاله جماعة من العلماء أنَّ المراد بهم المجاهدون في سبيل الله لتصريح الأحاديث بقوله: "يقاتلون" و"ينصرون" ونحوه[5]، وما [1] ما بين المعكوفتين زيادة من مصادر التخريج. [2] صحيح مسلم (1/137) المسند (3/345) . [3] نص: على أنَّ هذه الطائفة هم أهل الحديث غيرُ واحد من أهل العلم، منهم الإمام أحمد وغيره كما بسط ذلك الخطيب في كتابه "شرف أصحاب الحديث".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللَّه (الفتاوى 4/95) : "ونحن لا نعني بأهل الحديث المقتصرين على سماعه أو كتابته أو روايته، بل نعني بهم كل من كان أحقّ بحفظه ومعرفته وفهمه ظاهراً وباطناً، واتباعه باطناً وظاهراً، وكذلك أهل القرآن، وأدنى خصلة في هؤلاء محبة القرآن والحديث والبحث عنهما وعن معانيهما، والعمل بما علموه من موجبهما". [4] هو الحسين بن الإمام القاسم بن محمد، من علماء الزيدية، من مؤلفاته غاية السول في علم الأصول، وشرحه المسمى هداية العقول إلى غاية السول، توفي سنة 1050هـ. البدر الطالع (1/226) .
وكتابه الهداية يوجد منه نسخة خطية في مكتبة جامعة أم القرى برقم 308. [5] لا وجه للتقييد بهذا الوصف، بل يجوز أنَّ هذه الطائفة مفرَّقة بين أنواع المؤمنين منهم شجعان مقاتلون، ومنهم فقهاء، ومنهم محدّثون، ومنهم زهاد وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير، ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين في مكان واحد، بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض. راجع في ذلك شرح صحيح مسلم للنووي (13/67) ، وفتح المجيد (ص:234) ، وإتحاف الجماعة للشيخ حمود التويجري (1/268 وما بعدها) .
اسم الکتاب : الإنصاف في حقيقة الأولياء ومالهم من الكرامات والألطاف المؤلف : الصنعاني، أبو إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 53