اسم الکتاب : الاتجاهات الحديثة في تخطيط المناهج الدراسية في ضوء التوجيهات الإسلامية المؤلف : محمود أحمد شوق الجزء : 1 صفحة : 145
أولى الأمر بشأن الحكم بما أنزل الله. وعالم الهندسة الزراعية الذي يستنبط أصنافًا جديدة من البذور التي تغل غلة غزيرة فيساعد الأمة على أن تصل إلى أقصى المستطاع في إنتاج الحبوب، وعالم الطب الذي يستنبط طرقًا وأساليب في التشخيص والعلاج، وعالم الذرة الذي يستطيع أن يطوع علوم الطبيعة النووية وغيرها لخدمة الإنسان، وللدفاع عن دين الله وأمته.
ولا تستطيع أمة أن تنهض دون أن تعد -إلى جانب العلماء- الفنيين، فهؤلاء لا غنى عنهم في التقدم المعاصر، فكاتبو برامج الحاسب الآلي "الكمبيوتر" والقائمون على صيانته وغيرهم من ذوي المهارات العالية في تشغيل وصيانة مختلف الأجهزة والآلات، من عمد التقدم في الأمة، وما نهضت البلاد المتقدمة إلا بإعداد القوى البشرية عالية الكفاءة في مختلف المجالات.
وهكذا نجد أن مفهوم العلم في الإسلام لا يقتصر على علوم الوحي وحدها، ولكنه يتسع -إضافة إليها- لكل العلوم المكتسبة بواسطة البشر سواء ما ينتج عن البحث أم ينتج عن البحث أم ينتج عن التطبيق في مختلف مجالات الحياة، وأن علوم
الوحي تحدد إطار حركة علوم الاكتساب لكي لا تخرج الأخيرة عن الحدود التي بينها الله للعلم والعلماء في اكتساب العلم وتطبيقه، كما أن علم الاكتساب تكشف عن مجالات كثيرة مشهودة تثبت صحة ما جاء في علوم الوحي.
بهذا المفهوم الواسع للعلم في الإسلام، لا نجد قضية من قضايا الحياة في كل من العقيدة والعبادات والمعاملات والأخلاق والتقدم العلمي والتقني والاجتماعي والثقافي وغيرها من المجالات الأقل مدى مثل التقدم الاقتصادي والعسكري والسياسي وغيرها، صغيرة كانت أم كبيرة إلا وأحاط بها. فالدين الإسلامي ليس طقوسًا تعبدية ولكنه منهج حياة شامل لأمور الدنيا والآخرة في توازن واعتدال.
لذلك، فإن العلم من وجهة نظر الإسلام يشمل جميع الخبرات التي يحتاجها الإنسان ليستقيم على منهج الله في جميع أمور حياتة الدنيوية والأخروية ذكرًا كان أم أنثى، كل منهما حسب فطرته ووظيفته, ووفق ما وهبه الله من إمكانات السعي في مناكب الأرض تمكينا لدين الله، وارتقاء بحياة الفرد والمجتمع والإنسانية جمعاء.
وذلك من خلال إعداد كل من يستطيع الإسهام في هذا كله إعدادًا يناسب مقتضيات العصر.
اسم الکتاب : الاتجاهات الحديثة في تخطيط المناهج الدراسية في ضوء التوجيهات الإسلامية المؤلف : محمود أحمد شوق الجزء : 1 صفحة : 145