اسم الکتاب : الاتجاهات الحديثة في تخطيط المناهج الدراسية في ضوء التوجيهات الإسلامية المؤلف : محمود أحمد شوق الجزء : 1 صفحة : 135
واكتساب مستمر للخبرة. وما دام هذا التبصر والتدبر والتفكر عمليات دائمة, فإن تحصيل الإنسان لآليات ممارستها تكون -أيضًا- دائمة.
على وجه العموم، فإن أي عمل يقوم به المسلم ينبغي أن يبذل فيه كل جهده حتى يتقنه فقد ورد في الأثر: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم العمل أن يتقنه". "صحيح الجامع الصغير والمقاصد".
والقرآن الكريم يبين أن إحسان العمل أساس لضمان الأجر، وذلك مصداقًا لقول الحق تبارك وتعالى: {إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} [الكهف: 30] .
والإحسان والإتقان يستلزمان التأهل لهما بالعلم والمهارة. إضافة لما سبق، فإنه قد ورد في الأثر أن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها. ولكي يؤتى الإنسان الحكمة ينبغي أن يستفرغ طاقته في التعلم، بحيث يصبح العلم في حياته فريضة، وهذا ما قرره القرآن الكريم وما أرشدنا إليه نبينا عليه الصلاة والسلام، وما أفادت به المصادر الشرعية الأخرى.
ثانيًا: العلم كله من عند الله، ولا ينفد
إن العلم يملأ جوانب حياتنا ونعتبره علامة مميزة لعصرنا الحاضر، نشهده في تصوير الأقمار الصناعية لسطح الأرض, وما عليها وما في باطنها من مياه جوفية وبترول ومعادن وأخاديد وحركة، وفي التقنية التي عبرت بالإنسان عصورًا إلى مستقبل لا يعرف مدى ما سوف يحدث فيه من تغيرات إلا الله، سبحانه وتعالى، وفي المراكب التي تسبح في الفضاء، وأصبح البعض يتهافتون على ركوبها كأنهم سيذهبون في رحلة سياحية إلى بلد مجاور، ونشهده في مخزون الهلاك والفتك الذي يهدد حياة البشرية من قنابل وصواريخ قصيرة المدى ومتوسطته وطويلته، ونشهده في استنباط طرق جديدة في الزراعة في التربة وبدون تربة، وباستخدام مياه الأنهار العذبة وباستخدام المياة المالحة التي كانت بالأمس سببا في جدب الأرض وعقمها، ونشهده في الطب حيث زراعة الأعضاء، ونشهده في الهندسة الوراثية التي فتحت آفاقا رحيبة في زراعة الجينات ساعدت -بعد الله- الإنسان على استنباط سلالات جديدة من النباتات والحيوانات، وغدًا قد نسمع ما لم يخطر على قلب بشر. فكل هذا في علم الله سبحانه وتعالى.
اسم الکتاب : الاتجاهات الحديثة في تخطيط المناهج الدراسية في ضوء التوجيهات الإسلامية المؤلف : محمود أحمد شوق الجزء : 1 صفحة : 135