responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أحكام عصاة المؤمنين المؤلف : مروان كجك    الجزء : 1  صفحة : 65
ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن, ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن, ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن" 1.
وذلك لأن نفي الإيمان, وكونه ليس من المؤمنين, ليس المراد به ما يقوله المرجئة: إنه ليس من خيارنا, لو ترك ذلك لم يلزم أن يكون من خيارهم وليس المراد به ما يقوله الخوارج: إنه صار كافرا, ولا ما يقوله المعتزلة: من أنه لم يبق معه من الإيمان شيء, بل هو مستحق للخلود في النار لا يخرج منها. فهذه كلها أقوال باطلة.
ولكن المؤمن المطلق في باب الوعد والوعيد, وهو المستحق لدخول الجنة بلا عقاب, هو المؤدي للفرائض, المجتنب المحارم, وهؤلاء هم المؤمنون عند الإطلاق, فمن فعل هذه الكبائر لو يكن من هؤلاء المؤمنين, إذ هو متعرض للعقوبة على تلك الكبيرة, وهذا معنى قول من قال: أراد به نفي حقيقة الإيمان, أو نفي كمال الإيمان, فإنهم لم يريدوا نفي الكمال المستحب, فإن ترك الكمال المستحب لا يوجب الذم والوعيد, والفقهاء يقولون: الغسل ينقسم إلى: كامل, ومجزئ. ثم من عدل الغسل الكامل إلى المجزئ لم يكن مذموما.
فمن أراد بقوله "نفي كمال الإيمان" أنه نفي الكمال المستحب, فقد غلط. وهو يشبه قول المرجئة, ولكن يقتضي نفي الكمال الواجب. وهذا مطرد في سائر ما نفاه الله ورسوله: مثل قوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً –إلى قوله- أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً} 2 ومثل الحديث المأثور: "لا إيمان لمن لا أمانة له, ولا دين لمن لا عهد

1- مسلم: كتاب الإيمان/ باب نقصان الإيمان.
2- الآية 2-4 الأنفال.
اسم الکتاب : أحكام عصاة المؤمنين المؤلف : مروان كجك    الجزء : 1  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست