والمناسبة، فهي جزء من تعريف هذا المسلك، وهي بالنسبة إلى غيره من المسالك شرط خارج عن المسمى"[1].
وذكر الجلال المحلى أن ما وحد به ابن السبكي المناسبة حدها به ابن الحاجب، وسماها تخريج المناط، وقال: أن ما فعله ابن السبكي اقعد[2].
وأورد العبادي وجه الاقعدية مع المناقشة بما نصه: " قوله: وما صنعه المصنف اقعد، قال شيخنا العلامة ناصر الأمة والدين اللقاني"[3]: يعني لأن المناسبة والإخالة هما معنيان قائمان بالوصف المناسب، وهو الملاء مة والموافقة، فلا يناسبهما التسمية بتخريج المناط، ولا التعريف بتعيين العلة، إذ التخريج والتعيين فعلان للمستدل.
وقد يدفع ذلك بأن المناسبة بالمعنى المذكور ليست من المسالك الاصطلاحية، فلا يصح عدها منها، والاصطلاحي هو التعيين المذكور، فلا بعد في التسمية والتعريف بما ذكر، انتهى.
"قال": وتبعه شيخنا الشهاب - يعني عميرة - [4] في ذلك وزاد فقال: وقوله: وما صنعه المصنف اقعد، فقد علمت أنه إذا حملت المناسبة على المعنى الاصطلاحي كان ما صنعه ابن الحاجب أولى، وحملها عليه متعين إذ لا يصح جعلها من المسالك إلا بإرادة ذلك. [1] انظر: إملاء الشيخ محمد الأمين على مراقي السعود 3/25-26. [2] انظر: المحلى مع حاشية العطار 2/317. [3] هو: محمد بن حسن اللقاني المكنى بأبي عبد الله، الشهير بناصر الدين العلامة المحقق النظار المتفنن الإمام الأصولي، انتهت إليه رياسة العلم بمصر في عصره، واستقى من سائر الأقاليم، له مؤلفات منها حاشية على المحلى على جمع الجوامع، ولد سنة 833هـ، وتوفي سنة 958هـ.
انظر: الفتح المبين 3/77. [4] هو: أحمد البرسلي المصري الشافعي الملقب بشهاب الدين وبعميرة، عرف بالزهد والورع وحسن الأخلاق، انتهت إليه رياسة المذهب في عصره، له حاشية على المحلى على جمع الجوامع، مخطوط، وغيرها من المؤلفات توفي سنة 956هـ.
الفتح المبين 3/76.