اسم الکتاب : الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي المؤلف : الحجوي الجزء : 1 صفحة : 243
وكان صاحب شورى عمر في أقضيته، وكذلك كان مع أبي بكر، وعثمان أيضًا، وكان عمر يتعوّذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن.
ويروى من فضائله قوله -عليه السلام: "أنا[2] مدينة العلم، وعلي بابها"[1], قال مسروق[3]: شافهت أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم, فوجدت علمهم ينتهي إلى ستة: علي، وعبد الله -يعني: ابن مسعود, وعمر, وزيد بن ثابت، وأبي الدرداء، وأُبَيّ بن كعب، ثم شافهت الستة فوجدت علمهم انتهى إلى عليٍّ وعبد الله.
شهد المشاهد كلها مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلّا تبوك, فإنه استخلفه فيها على المدينة، وقال له: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى, إلا أنَّه لا نبي بعدي" كما في الصحيحين[4].
وفضائل علي ومناقبه ولا سيما في العلم وما أوتيه من الفصاحة والبلج بالحجة شيء لا يحصر، وكتب الصحاح مملوءة من ترجمته، وقد انتشرت أحكامه وفتاويه، ولكن قاتل الله الشيعة, فإنهم أفسدوا كثيرًا من علمه بالكذب عليه، أرادوا أن ينفعوا فضروا، ولهذا تجد أصحاب الصحيح لا يعتمدون من حديثه وفتواه إلّا ما كان من طريق الأثبات من أهل بيته، أو من أصحاب ابن مسعود، كعبيدة السلماني[5]، وشريح[6]، وأبي وائل[7]، ونحوهم. وكان [1] قال المؤلف -رحمه الله: حديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات, وإن صححه الحاكم، وقال الحافظ ابن حجر: الصواب أنه حسن. [2] أخرجه الحاكم عن ابن عباس -رضي الله عنهما "3/ 126"، وأخرج الترمذي عن علي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أنا دار الحكمة وعلي بابها" قال الترمذي: هذا حديث غريب منكر "5/ 637"، وقد استوفى الكلام فيه الحافظ السيوطي في اللآليء المصنوعة "1/ 328-336". [3] سبقت ترجمته. [4] متفق عليه: من حديث سعد بن أبي وقاص: واللفظ لمسلم: البخاري "5/ 24", ومسلم "7/ 120. [5] متفق عليه: من حديث عمرو السلماني المرادي، أحد التابعين، ت سنة 72هـ، تذكرة الحفاظ "1/ 47". [6] شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم الكندي أبو أمية، ولي قضاء الكوفة زمن عمر وعثمان وعلي ومعاوية, ت سنة 77هـ، طبقات ابن سعد "6/ 90". [7] شقيق بن سلمة الأسدي أبو وائل الكوفي، من السادة التابعين، أخذ عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاذ، توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز. خلاصة الخزرجي "167"، وقد ترجم لهم المؤلف في القسم الثاني.
اسم الکتاب : الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي المؤلف : الحجوي الجزء : 1 صفحة : 243