اسم الکتاب : الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي المؤلف : الحجوي الجزء : 1 صفحة : 242
عمر بعده، وكان عثمان شديد الحياء والحلم, مائلًا إلى السلم والعافية، ووقعت في أيامه فتوح كثيرة، وظهر الرفه الكثيرة في الأمة بما لم ير مثله بعده، إلا أنه كبر سنه، وضعف جسمه، وكان له ثقة في قرابته بني أمية، فتغلَّبوا على أمره، وتولوا أعظم الولايات، وانتفعوا وراء ذلك بسعة العيش ووجاهة في الدولة، نَفَسها عليهم غيرهم، فوجدت الجمعيات السرية التي كانت تكيد الإسلام وجهًا للطعن فيها، مع استغنائه ببني أمية عن مشاروة أكابر المهاجرين والأنصار، الذين كانوا أهل شورى عمر؛ لأن عمر لم يترك للشورى نظامًا محكمًا في الانتخاب, وانتظام المجلس وكيفية التصويت، كما تقدمت الإشارة إليه، ونقم الطاعنون على عثمان أشياء لا تبرر عملهم ضده، فحاصروه بداره، وطلبوا منه أن يتخلى، فامتنع فاقتحموا عليه داره، وقتل شهيدًا ختام سنة "35" خمس وثلاثين[1]. [1] أبو عبد الله: سيدنا عثمان بن عفان القرشي الأموي, ولد بعد الفيل بست سنين، يكنَّى بأبي عمرو وأبي عبد الله، ت سنة 35هـ. تهذيب التهذيب "7/ 127"، ومعجم طبقات الحفاظ "127" معرفة الثقات "5/ 12"، والتاريخ الكبير "6/ 208"، إسعاف المبطأة "205"، التاريخ لابن معين "3/ 394"، دائرة الأعلمي "21/ 325". ترجمة سيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه:
الخليفة الرابع، أول من أسلم من الشبان، وأول قاضٍ ولَّاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم, فكان في اليمن، وتقدَّم الكلام على أقضيته واجتهاده، تربى في بيت النبوءة، وتغذى بلبان معارفها, ولما آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بين أصحابه، قال له: "أنت أخي وأنا أخوك" [1]، وهو صهره على أعز الخلق عليه، وابن عمه الذي كان يحوطه، ومع ذلك لم يرشحه للخلافة، إبعادًا للسلطة الشخصية من ساحة الإسلام، بل ترك الأمر شورى للمسلمين يختارون من يشاءون، وهو أحد العشرة المبشرة، وأحد ستة الشورى، وأحد العلماء الربانيين، والشجعان، والزهاد، والخطباء، والشعراء، ومناقبه في العلم وما أوتيه من الاجتهاد والفهم معلوم، [1] روى الترمذي عنابن عمر قال: آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بين أصحابه فجاء عليّ تدمع عيناه فقال: يا رسول الله, آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد؟ فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أنت أخي في الدنيا والآخرة"، قال الترمذي: حديث حسن غريب "5/ 636".
اسم الکتاب : الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي المؤلف : الحجوي الجزء : 1 صفحة : 242