اسم الکتاب : البرهان في أصول الفقه المؤلف : الجويني، أبو المعالي الجزء : 1 صفحة : 57
"بمن" اقتضى تحديدا ولم يدخل الحد في المحدود فتقول بعتك من هذه الشجرة إلى تلك الشجرة فلا يدخلان في البيع.
وإذا لم تقترن "بمن" فيجوز أن يكون تحديدا ونجوز أن تكون بمعنى مع قال الله تعالى: {لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ} [1] إِنَّهُ معناه مع أموالكم وقال جل وعز: {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} [2] أي مع الله ومنه قوله سبحانه وتعالى: {وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ} [3] [معناه: مع المفراق] .
و"من" تدخل على الزمان والمكان تقول من مكة إلى المدينة ومن الجمعة إلى الجمعة.
104- وأما "مذ ومنذ" فيختصان بالزمان ولا يدخلان على المكان واستعمالهما في الزمان أفصح من استعمال "من" تقول منذ أسبوع أنتظره وهو أحسن من قولك من أسبوع[4].
وإذا استعملت "من" قرينة "إلى" لم تقم "عن" مقامها أصلا فإن قيل زيد أفضل من عمر من أي قبيل قلنا هو لاقتضاء الغاية والمعنى ساوى.
زيد عمرا في فضله وابتدأ زيد زيادة عليه في الفضل كما تقول سرت من البصرة إلى بغداد ولهذا لا تستعمل "عن" في الباب.
105- وأما "على" فلفظه تقع اسما وفعلا وحرفا فأما الفعل فمن علا يعلو وأما الاسم فتقول أخذته من على الفرس وأما الحرف فتقول دخلت على فلان ودخل علي.
106- وأما "حتى" فعلى أوجه قد تكون بمعنى الغاية[5] تقول أكلت. [1] آية "2" سورة النساء. [2] آية "52" سورة آل عمران. [3] آية "6" سورة المائدة. [4] أعلم أن "مذ, ومنذ" يدلان على معنى "من" إن كان ماضيا نحو: "ما رأيته مذ يوم الخميس" و "ما كلمته منذ شهر".
ويكونان بمعنى "في" إن كان ما بعدهما حاضرا نحو: "لا أكلمه مذ يومان". "لا ألقاه منذ يومنا".
فإن وقع بعد "مذ" أو "منذ" فعل أو كان الاسم الذي بعده مرفوعا فهما اسمان. "التحفة السنية" ص "126". [5] وهو غالب.
اسم الکتاب : البرهان في أصول الفقه المؤلف : الجويني، أبو المعالي الجزء : 1 صفحة : 57