اسم الکتاب : البرهان في أصول الفقه المؤلف : الجويني، أبو المعالي الجزء : 1 صفحة : 56
وقد تفيد معنى التقليل كقوله صلى الله عليه وسلم:1 "اتقوا النار ولو بشق تمرة" وقوله صلى الله عليه وسلم لخاطب الواهبة نفسها2 "التمس ولو خاتما من حديد".
100- وأما "لولا" فهي لامتناع الشيء بسبب وجود غيره تقول: لولا زيد لأكرمتك أي امتنع إكرامي إياك لوجود زيد عندك.
وقد تكون بمعنى "هلا" قال الله تعالى: {فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ} [3] معناه هلا نفر.
101- وأما "من" فحرف جار خافض لا يدخل إلا على اسم ومعناه التخصيص والتبعيض تقول أخذت الدراهم من الكيس.
وقد يرد مؤكدا للتعميم واستغراق الجنس قال سيبويه[4] رحمه الله إذا قلت ما جاءني رجل فاللفظ عام ولكن يحتمل أن يؤول فيقال ما جاءني رجل بل رجلان أو رجال فإذا قلت ما جاءني من رجل اقتضى نفى جنس الرجال على العموم من غير تأويل.
وقد تكون بمعنى "على" قال الله سبحانه وتعالى: {وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ} [5] أي على القوم.
102- و"عن" بمعنى من إلا في خصائص "ثلاثة" منها أن من للانفصال والتبعيض وعن لا تقتضى الفصل تقول أخذت من مال زيد لأنك فصلته "عنه" وأخذت عن علمه ولهذا اختصت الأسانيد بالعنعنة.
و"من" لاتكون إلا حرفا و"عن" قد تكون اسما تدخل "من" عليه تقول أخذت من عن الفرس جله.
103- وأما "إلى" فحرف جار وهو للغاية قال سيبويه رحمه الله إن اقترن.
1 البخاري 2/126 و4/24 8/8 140 144 9/181 ومسلم في الزكاة "68" والنسائي 5/75 والدارمي 1/190 وأحمد 4/256 و258 و259 و377.
2 البخاري 7/22 وأبو داود "2111" والترمذي "1114" والنسائي 6/336 ومالك "526". [3] آية "122" سورة التوبة. [4] سبقت ترجمته. [5] آية "77" سورة الأنبياء
اسم الکتاب : البرهان في أصول الفقه المؤلف : الجويني، أبو المعالي الجزء : 1 صفحة : 56