اسم الکتاب : البرهان في أصول الفقه المؤلف : الجويني، أبو المعالي الجزء : 1 صفحة : 169
الأقحاح فالاحتجاج بقول أبي عبيدة أولى وقد قال في قول الرسول صلى الله عليه وسلم[1]: "مطل الغنى ظلم" يدل على أنه لا ملام على المقتر وقد قال في قوله عليه السلام[2]: "لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير من أن يمتلئ شعرا" وهذا يدل على توبيخ من لا يعتني بغير الشعر فأما من جمع إلى علومه علم الشعر فلا يلام عليه والشافعي من القائلين بالمفهوم وقد احتج [بقوله] الأصمعي[3] وصحح عليه دواوين الهذليين.
وهذا المسلك فيه نظر فإن الأئمة قد يحكمون على اللسان عن نظر واستنباط وهم في مسالكهم في محل النزاع مطالبون بالدليل والأعرابي ينطقه طبعه فيقع التمسك بمنظومه ومنثوره ولا يعدم من يتمسك بهذه الطريقة المعارضة وقصارى الكلام تجاذب ونزاع واعتصام بنفس المذهب.
361- طريقة أخرى لمثبتي المفهوم قالوا وردت أخبار نقلها آحاد وهي لو جمعت لالتحق معناها بالمستفيض[4] الذي لا يستراب فيه وسبيله سبيل الحكم بجود حاتم[5] وشجاعة علي والأقاصيص المأثورة عنهما أفراد ثم نقل هؤلاء جملا من أخبار الآحاد وزعموا أنها تشعر بإثبات القول بالمفهوم فمما ذكروه ما روى عن يعلى[6] بن أمية أنه قال لعمر بن الخطاب[7] ما بالنا نقصر وقد أمنا وأشار إلى قوله. [1] البخاري 2/123 و155, ومسلم في: المساقاة "33" وأبو داود في: البيوع "10", والترمذي "1308 و1309", والنسائي 7/317, وابن ماجه "2404", وأحمد 2/71 و 260 و 380 و 463 و 465. [2] البخاري 8/45, ومسلم في: الشعر "7, 8, 9, 10", وأبو داود "5009", والترمذي "2851, 2852", وابن ماجه "3759, 3760", وأحمد 1/175, 177, 2/39, والبيهقي 10/244. [3] الأصمعي هو: عبد الملك بن قريب, وفد اشتهر بلقبه, وكان أتقن القوم وأعلمهم بالشعر, وأحضرهم حفظا. له ترجمة في: وفيات الأعيان 1/288, والفهرست "55", وإنباه الرواة 2/197, وشذرات الذهب 2/36. [4] المستفيض: سمي بذلك لانتشاره, من فاض الماء يفيض فيضا. "أصول الحديث" ص "364". [5] حاتم هو: ابن عبد الله من قبيلة طيء, ويكنى أبو سفانة وهو من أجود العرب, وله أخبار في السخاء مشهورة حتى جرى ذكره مجرى الأمثال, فيقال: أجود من حاتم طي. مات سنة "506م". له ترجمة في: خزانة الأدب 1/494, والشعر والشعراء "123", ومروج الذهب 3/327. [6] يعلى بن أمية بن أبي عبيدة بن همام التميمي الحنظلي حليف قريش, وهو الذي يقال له: يعلى بن منية – بضم الميم, وسكون النون -, وهي أمه وقيل: أم أبيه جزم بذلك الدارقطني. قال ابن سعد: شهد حنينا والطائف وتبوك. وقال أبو أحمد الحاكم: كان عامل عمر على نجران. له ترجمة في: الإصابة 3/668-669. [7] سبقت ترجمته.
اسم الکتاب : البرهان في أصول الفقه المؤلف : الجويني، أبو المعالي الجزء : 1 صفحة : 169