اسم الکتاب : أدب المفتي والمستفتي المؤلف : ابن الصلاح الجزء : 1 صفحة : 106
صيام ولا نسك، ولا صدقة؟ فأعرض عنه حذيفة، فردها[1] عليه ثلاثًا، كل ذلك يعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة، فقال: يا صلة! تنجيهم من النار، تنجيهم من النار"[2]، رواه أبو عبد الله ابن ماجه في "سننه".
والحاكم أبو عبد الله الحافظ في "صحيحه". وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه[3]. والله أعلم[4]. [1] في ش "فردها". [2] رواه ابن ماجه: "[2]/ 1344-1345" في الفتن، باب ذهاب القرآن والعلم، حديث رقم: "4049"، وفي الزوائد: "إسناده صحيح، رجاله ثقات" سنن ابن ماجه: [2]/ 1345. وأخرجه الحاكم في المستدرك: 4/ 473. [3] وسكت عنه الذهبي. [4] سقطت من ج. القول في أحكام المفتين:
وفيه مسائل:
الأولى: لا يشترط في المفتي الحرية، والذكورة، كما في الراوي، وينبغي أن يكون كالراوي أيضًا في أنه لا تؤثر فيه القرابة والعداوة، وجر النفع، ودفع الضرر، لأن المفتي في حكم من يخبر عن الشرع بما لا اختصاص له بشخص. فكان في ذلك كالراوي، لا كالشاهد، وفتواه لا يرتبط بها إلزام بخلاف، القاضي[1]، ووجدت عن القاضي الماوردي فيما جاوب به القاضي أبا الطيب الطبري[2] عن رده عليه في [1] اقتبس الإمام النووي رحمه الله تعالى كلام ابن الصلاح هذا بنصه في المجموع: 1/ 75. [2] هو "الإمام القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن عمر الطبري. قال الخطيب: كان أبو الطيب ورعًا، عارفًا بالأصول والفروع، محققًا حسن الخلق، صحيح المذهب. وقال السبكي: فإذا أطلق الشيخ أبو إسحاق وشبهه من العراقيين لفظ القاضي مطلقًا في فن الفقه فإياه يعنون، كما أن إمام الحرمين وغيره، من الخراسانيين يعنون بالقاضي القاضي الحسين، والأشعرية في الأصول يعنون القاضي أبا بكر بن الطيب الباقلاني، والمعتزلة يعنون عبد الجبار الأسد أباذي.
توفي سنة خمسين وأربعمائة"، ترجمته في: تاريخ بغداد: 9/ 358، تهذيب الأسماء واللغات: 2/ 247، العبر: 3/ 222، طبقات الشافعية الكبرى: 5/ 12.
اسم الکتاب : أدب المفتي والمستفتي المؤلف : ابن الصلاح الجزء : 1 صفحة : 106