اسم الکتاب : موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين المؤلف : الدريس، خالد الجزء : 1 صفحة : 481
الأحاديث التي قواها الإمام البخاري ولم يثبت اللقاء بين بعض رواتها - كما بينت ذلك في الفصل الثالث من الباب الثاني -.
ومما يلحق بذلك أيضًا نص آخر للبخاري يفيد تقوية إمكانية السماع بين راويين متعاصرين لم يثبت بينهما سماع، ولكن احتمال لقائهما يعد قويًا.
قال البخاري: (حدثني عبيدة ثنا عبد الصمد ثنا عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني سمعت يوسف بن عبد الله بن الحارث: كنت عند الأحنف بن قيس وهو يوسف ابن أخت محمد بن سيرين.
وعبد الله أبوالوليد روى عن عائشة وأبي هريرة، ولا ننكر أن يكون سمع منها لن بين موت عائشة والأحنف قريب من اثنتي عشرة سنة) [1] (2) .
أبوالوليد هو عبد الله بن الحارث الأنصاري والد يوسف، وهو زوج أخت محمد بن سيرين [3][4] ، وروايته عن عائشة وأبي هريرة عند مسلم في صحيحه [5][6] .
وأبوالوليد معاصر لعائشة ولأبي هريرة - رضي الله عنهما - كما يفيد كلام البخاري هنا، فقد استدل - رحمه الله - على ذلك بأن يوسف بن عبد الله بن الحارث قد جالس الأحنف بن قيس، ويوسف هو أحد أبناء عبد الله بن الحارث، وبين وفاة عائشة - رضي الله عنها - والأحنف بن قيس قريب من اثنتي عشرة سنة، فإدراك عبد الله بن الحارث لعائشة - رضي الله عنها - وقد ماتت قبل أبي هريرة متحقق.
ومما يؤكد قدم عبد الله بن الحارث هذا النص الذي أخرجه البخاري في ترجمته حيث قال:
(قال سليمان: حدثنا حماد عن هشام عن ابن سيرين: حج بنا أبوالوليد عبد الله بن الحارث ونحن ولد سيرين سبعة قمر بنا على المدينة فأدخلنا على [1] التاريخ الصغير (1/187) . وقد تصفحت كلمة "ننكر" إلى "نفكر" وصححتها من الطبعة الهندية (ص81) ، ومن مخطوطة في الظاهرية للتاريخ الصغير (ق98/أ) .
(2) [3] انظر التاريخ الكبير (5/64) . [4] انظر صحيح مسلم (1/414) ، (3/1232) . [5] التاريخ الكبير (5/65) ، وانظر أيضًا المعرفة والتاريخ (2/58) ، وتاريخ بغداد (5/332) . [6] التاريخ الكبير (1/90) ، وتاريخ بغداد (5/333) ، وقال الإمام أحمد: (محمد بن سيرين في أبي هريرة لا يقدم عليه أحد) انظر العلل لعبد الله (1/135) .
اسم الکتاب : موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين المؤلف : الدريس، خالد الجزء : 1 صفحة : 481