اسم الکتاب : موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين المؤلف : الدريس، خالد الجزء : 1 صفحة : 349
مثال ذلك: حديث سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب. قال ابن معين: (وسعيد بن المسيب قد رأى عمر، وكان صغيرًا، قلت ليحيى - القائل هو الدوري -: هو يقول: ولدت لسنتين مضتا من خلافة عمر. فقال يحيى: ابن ثمان سنين يحفظ شيئًا) [1] .
وسئل أبوحاتم هل يصح لسعيد بن المسيب سماع من عمر. فقال: (لا. إلا رأيته على المنبر ينعي النعمان بن مقرن) [2] .
وقال الشيخ أحمد شاكر - وهو من المؤيدين لمذهب مسلم -: (سعيد بن المسيب لم يدرك عمر إلا صغيرًا، فروايته عنه مرسلة إلا رواية صرح فيها أنه يذكر فيها يوم نعي عمر النعمان بن مقرن على المنبر) [3] .
وكذلك عبد الرحمن بن أبي ليلى روى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد مات عمر ولعبد الرحمن من العمر ست سنوات [4] . لذا نص ابن معين، وأبوحاتم على أنه لم يسمع من عمر [5] . وقال الخليلي: (الحفاظ لا يثبتون سماعه من عمر) [6] .
قال الشيخ أحمد شاكر في إسناد عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر: (إسناده ضعيف لانقطاعه فإن عبد الرحمن بن أبي ليلى كان صغيرًا جدًا في حياة عمر، ولد لست بقين من خلافته ... ) [7] .
وأيضًا إبراهيم النخعي لم يصححوا سماعه من عائشة رضي الله عنها لأنه دخل عليها وهو صغير. قال ابن معين: (إبراهيم النخعي أدخل على عائشة وهو صبي) [8] ، وقال أبوحاتم: (لم يلق إبراهيم النخعي أحدًا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا عائشة، ولم يسمع منها شيئًا، فإنه أدخل عليها وهو صغير) [9] . وقال المزي: (ودخل على عائشة أم المؤمنين، وروى عنها، ولم يثبت له منها سماع) [10] .
ثالثًا: أن يذكر الراوي صيغة أداء تدل على نفي السماع:
إذا ذكر الراوي صيغة أداء تدل على نفي السماع مثل "نبئت" أو "حدثت" أو "بلغني"، ونحو ذلك، فإن ذلك يعتبر دلالة بينة على عدم سماعه من الشيخ الذي روى عنه.
مثال ذلك: قول أحمد بن حنبل: (لم يسمع محمد بن سيرين من ابن عباس يقول في كلها: "نبئت عن ابن عباس" [11] . [1] تاريخ ابن معين برواية الدوري (2/208) . [2] المراسيل لابن أبي حاتم (ص65) . [3] مسند الإمام أحمد (1/202) تحقيق أحمد شاكر. [4] انظر المراسيل لابن أبي حاتم (ص109) . [5] انظر المراسيل لابن أبي حاتم (ص108) . [6] تهذيب التهذيب (6/262) . [7] مسند الإمام أحمد (1/238) تحقيق أحمد شاكر. [8] تاريخ ابن معين برواية الدوري (2/16) بتصرف يسير. [9] المراسيل لابن أبي حاتم (ص18) . [10] تهذيب الكمال (2/235) تحقيق د. بشار عواد معروف. [11] المراسيل لابن أبي حاتم (ص150)
اسم الکتاب : موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين المؤلف : الدريس، خالد الجزء : 1 صفحة : 349