responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدرسة الحديث في مصر المؤلف : محمد رشاد خليفة    الجزء : 1  صفحة : 324
غريب الحديث:
تمهيد:
أما القسم الأول من كتب توضيح المبهمات وهو غريب الحديث فقد وضعت فيه كتب عديدة، لا نستطيع أن نصور مراحلها وبيان أطوالها بأكثر مما صوره الإمام الدارس الباحث المتخصص مجد الدين ابن الأثير الجزري المتوفى سنة ست وستمائة للهجرة إذ يقول في خطبة كتابه النهاية في غريب الحديث والأثر -وهو بصدد بيان الباعث له على تأليف هذا الكتاب وإبراز قيمته بين ما ألف من كتب الغريب- ما نلخصه فيما يأتي:
قيل إن أول من جمع في هذا الفن شيئًا وألف فيه أبو عبيدة معمر بن المثنى التميمي "التيمي"[1] فجمع من ألفاظ غريب الحديث والأثر كتابًا صغيرًا ذا أوراق معدودات[2] ... وأطال في الدفاع عن صغر حجم الكتاب ثم قال: ثم جمع أبو الحسن النضر بن شميل المازني[3] بعده كتابًا في غريب الحديث أكبر من كتاب أبي عبيدة، وشرح فيه وبسط على صغر حجمه ولطفه، ثم جمع عبد الملك بن قريب الأصمعي[4] -وكان في عصر أبي عبيدة وتأخر عنه- كتابًا أحسن فيه الصنع وأجاد، ونيف على كتابه وزاد، وكذلك محمد بن المستنير المعروف[5] بقطرب وغيره أئمة اللغة والفقه جمعوا أحاديث تكلموا على لغتها ومعناها في أوراق ذات عدد، واستمرت الحال إلى زمن أبي عبيد القاسم بن سلام فجمع كتابه المشهور في غريب الحديث والأثر، الذي صار -وإن كان أخيرًا- أولًا لما حواه من الأحاديث والآثار الكثيرة، والمعاني اللطيفة، فإنه أفنى فيه عمره، فقد جمعه في أربعين سنة، وكان خلاصة عمره كما حدث

[1] هو أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي البصري اللغوي العلامة الأخباري المتوفى سنة 210هـ وليس هو التميمي كما ورد في النسخة المطبوعة من النهاية ونقلها عنه صاحب كشف الظنون مما يدل على أنه ليس تخريفًا مطبعيًّا، فإن صحته التيمي كما ورد في شذرات الذهب ص24 ج2.
[2] النهاية ج1 ص5.
[3] هو النضر بن شميل بن خرشة المازني تزيل مرو وعالمها، كان إمامًا حافظًا جليل الشأن، وهو أول من أظهر السنة بمرو، وكانت وفاته سنة ثلاث ومائتين. ا. هـ الشذرات في ص7 ج2.
[4] هو العلامة أبو سعيد عبد الملك بن قميص الباهلي البصري الأصمعي اللغوي الأخباري، وتوفي سنة ست عشرة ومائتين، شذرات الذهب ج2 ص36.
[5] قطرب النحوي صاحب سيبويه، وهو الذي سماه قطربًا لأنه كان يبكر إليه في المجيء فقال له: ما أنت إلا قطرب ليل، توفي سنة ست ومائتين. ا. هـ الشذرات ج2 ص15.
اسم الکتاب : مدرسة الحديث في مصر المؤلف : محمد رشاد خليفة    الجزء : 1  صفحة : 324
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست