اسم الکتاب : مدرسة الحديث في مصر المؤلف : محمد رشاد خليفة الجزء : 1 صفحة : 325
عن نفسه[1] ... وأطال ابن الأثير في إطراء كتاب أبي عبيد والثناء عليه، ثم قال: إنه بقي في أيدي الناس يرجعون إليه إلى عصر أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري[2]، فصنف كتابه المشهور في غريب الحديث والآثار، حذا فيه حذو أبي عبيد، ولم يودعه شيئًا من الأحاديث المودعة في كتاب أبي عبيد إلا ما دعت إليه الحاجة فجاء كتابه مثل كتاب أبي عبيد أو أكبر منه، وذكر ابن الأثير طرفًا من مقدمة كتاب ابن قتيبة[3] ثم قال: إن الناس بعد ذلك صنفوا غير ما ذكرنا في هذا الفن تصانيف كثيرة، مثل شمر بن حمدويه، وأبي العباس أحمد بن يحيى اللغوي المعروف بثعلب[4]، وأبي العباس محمد بن يزيد الثمالي المعروف بالمبرد[5]، وأبي بكر محمد بن قاسم الأنباري[6] وأحمد بن الحسن السكندري. وغيرهم من أئمة اللغة والنحو والفقه والحديث، ولم يخل زمان وعصر ممن جمع في هذا الفن شيئًا، وانفرد فيه بتأليف، واستمرت الحال إلى عهد الإمام أبي سليمان أحمد[7] بن محمد بن سليمان بن أحمد الخطابي[8] البستي، فألف كتابه المشهور في غريب الحديث، سلك فيه نهج أبي عبيد وابن قتيبة واقتفى أثرهم ... وذكر ابن الأثير جملة من مقدمة كتاب الخطابي مشتملة على بيان طائفة من كتب الغريب ومزاياها ثم قال: إنه جمع فيه من غريب الحديث ما في كتاب أبي عبيد وابن قتيبة وغيرهما ممن تقدمه، مع ما أضاف إليه مما تتبعه من كلمات لم تكن في واحد من الكتب المصنفة قبله ... إلى أن قال: وفي عهد الإمام أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري[9] رحمه الله صنف كتابه المشهور في غريب الحديث، وسماه الفائق [1] كان إمامًا في القراءات حافظًا للحديث صنف كتابه في غريب الحديث وقال عنه ابن الأهدل، إن أول من صنف غريب الحديث ووقف على كتابه عبد الله بن طاهر فاستحسنه معاشًا شهريًّا كبيرًا ذكره ابن العماد في الشذرات في وفيات سنة أربع وعشرين ومائتين. ا. هـ. ص55 ج2 شذرات الذهب. [2] هو الإمام أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري الإمام النحوي اللغوي صاحب كتاب المعارف وأدب الكاتب وغريب القرآن ومشكل الحديث توفي سنة ست وسبعين ومائتين. ا. هـ. شذرات الذهب ص169 ج2. [3] ذكره صاحب كشف الظنون ص1205 ج2. كما ذكره الكتاني في الرسالة المستطرفة ص116 وقال: إنه توفي سنة ست وخمسين ومائتين. [4] ذكره العماد في الشذرات في وفيات سنة إحدى وتسعين ومائتين ص207 ج2. [5] المتوفى سنة خمس وثمانين ومائتين. ا. هـ. شذرات الذهب ص190 ج2. [6] ذكره في الشذرات في وفيات سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ص315 ج2. [7] الصواب أن اسمه حمد "دون ألف" قال العماد في الشذرات ص127 ج3: أنه في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة توفي أبو سليمان أحد أوعية العلم في زمانه وقال ابن الأهدل: إنه أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي البستي الشافعي صاحب التصانيف النافعة الجامعة منها غريب الحديث وإصلاح غلط المحدثين. ا. هـ. ويذكره بعض المحدثين باسم أحمد وهو خطأ. [8] راجع كشف الظنون ص1204 ج2 وما بعدها. [9] هو محمود بن عمر بن محمد الخوارزمي النحوي اللغوي المفسر المعتزلي صاحب الكشاف والمفصل توفي سنة 538، شذرات الذهب ص118 ج4.
اسم الکتاب : مدرسة الحديث في مصر المؤلف : محمد رشاد خليفة الجزء : 1 صفحة : 325