اسم الکتاب : مدرسة الحديث في مصر المؤلف : محمد رشاد خليفة الجزء : 1 صفحة : 259
وقد أردنا بهذه الشواهد التي ذكرناها مجرد ضرب المثل ليتصور القارئ بعض ما في الكتاب من غزارة علم، وصنوف أدب وحكم، وبذلك يسعى إلى اقتنائه، ثم يلتمس الإفادة مما كتب عليه العلماء من شروح لهذه الدرر النفيسة.
ونعود بعد ذلك إلى بيان طريقة الكتاب في عرضه للأحاديث النبوية وتخريجها فنرى:
1- أنه يذكر الأحاديث على ترتيب الحروف -كما قلنا- مراعيًا الحرف الأول ثم الذي يليه والكلمة الأولى ثم التي تليها غالبًا، مؤثرًا اختيار جوامع الكلم النبوي من الأحاديث القصار، لتكون أيسر تناولًا وأسهل حفظًا، فإن ذكر بعض الأحاديث المتوسطة فذلك بالنسبة إلى عدد الأحاديث القصار قليل، وربما دعاه إلى ذلك عظة تستدعي الإطناب كما في حديث: "أما إنكم لو أكثرتم من ذكر هازم اللذات ... " [1]، أو دعاء في ضراعة اقتضت بعض التطويل كحديث: "اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ... " [2]، أو كان وصية في أمر ذي بال وشأن كما في حديث: "إن الله تعالى أمرني أن أعلمكم مما علمني ... " [3] أو كان من الأحاديث القدسية المتآخذة المعاني كحديث: "إن الله تعالى يقول يوم القيامة يابن آدم مرضت فلم تعدني ... " [4]، أو كان من المعاني المترابطة التي تدعو الحاجة إلى عرضها كما هي كحديث: "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه ... " [5]، أو كان تنويها ببعض أركان الإسلام كما في حديث: "أول ما فرض الله عز وجل على أمتي الصلوات الخمس ... " [6] ولئن ذكر بعض الأحاديث الطوال فلأن المقام اقتضى إيرادها استكمالًا لأنواع الأحاديث وقد يكون ذلك في الخطب النبوية كما في حديث: "أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى ... " [7] وحديث: "أما بعد فإن الدنيا خضرة حلوة ... " [8]، وقد يكون في الأدعية كحديث: "اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي ... " [9].
2- وأنه يتبع نص الحديث في أي نوع كان بمن خرجه من أئمة الحديث، والكتب التي كانت مأخذا له فيه، مبينا ذلك بالرمز الذي يبينه إن كان من الرموز التي أوردها في المقدمة، وبالاسم إن لم يكن كذلك، ثم يذكر اسم الصحابي الذي روى الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإن كان موقوفًا ولو في بعض رواياته نبه على ذلك، ثم يذكر درجة الحديث بالرمز الذي عرف عنه دون أن ينبه عليه في المقدمة، ولو أنه كان قد نبه على الرموز التي تدل على درجة الحديث لكان أدق لصنعه لكنا عرفناه من تتبع التقويم لأحاديث الكتاب، وتنبيهات الشراح والناشرين، وقد وجدنا بهذا المعنى تنبيهًا في أول صفحة في الكتاب قبل خطبة المؤلف يقول: الحروف المرموز بها إلى الحديث الصحيح "صح" والحسن "ح" والضعيف "ض" وضعت في كتاب الجامع الصغير عقب رواة الحديث. [1] الجامع الصغير ج 1 ص63. [2] الجامع الصغير ج 1 ص57. [3] الجامع الصغير ج 1 ص68. [4] الجامع الصغير ج 1 ص77 [5] الجامع الصغير ج 1 ص87. [6] الجامع الصغير ج 1 ص113. [7] الجامع الصغير ج 1 ص64. [8] الجامع الصغير ج 1 ص64. [9] الجامع الصغير ج 1 ص57.
اسم الکتاب : مدرسة الحديث في مصر المؤلف : محمد رشاد خليفة الجزء : 1 صفحة : 259