اسم الکتاب : الوسيط في علوم ومصطلح الحديث المؤلف : أبو شهبة، محمد الجزء : 1 صفحة : 124
والشكل! تقييد حركات الإعراب والحروف.
والنقط: أن يبين الباء، من التاء من الثاء، والحاء من الخاء، والمهمل من النقط من غير المهمل, قال الأوزاعي فقيه الشام ومحدثها: "نور الكتاب إعجامه" أي نقطه، وقال الإمام أبو عمرو بن الصلاح: "إعجام المكتوب يمنع من استعجامه، وشكله يمنع من إشكاله"1 "وكثيرا ما يعتمد الواثق على ذهنه، وذلك وخيم العاقبة، فإنه الإنسان معرض للنسيان، وأول ناس أول الناس"[2].
ومن اللطائف في هذا ما قيل: إن النصارى كفروا بلفظة أخطئوا في إعجامها وشكلها قال الله في الإنجيل لعيسى: "أنت نبي ولدتك من البتول"[3] فصحفوها وقالوا: "أنت بني ولدتك" بتخفيف اللام.
وقيل أيضا: أول فتنة في الإسلام سببها ذلك وهي الفتنة التي حدثت في عهد ذي النورين عثمان رضي الله عنه فإنه كتب للذي أرسله أميرا إلى مصر: "إذا جاءكم فاقبلوه"[4] فصحفوها إلى "فاقتلوه"[5] فجرى ما جرى.
ومن الفكاهة ما قيل: إن بعض الخلفاء كتب إلى عامل[6] له ببلد: "أن أحص المخنثين" أي عدهم فصحفها فقرأها بالخاء المعجمة، فخصاهم وجمهور العلماء على أنه لا ينبغي أن يعتني بتقييد الواضح الذي لا يشكل ولقد أحسن من قال: "إنما يُشكَل ما يشكِل"[7] ومنهم من قال:
1 في المصباح المنير: "وشكلت الكتاب شكلا أعلمته بعلامات الإعراب، وأشكل الأمر بالألف التبس، وفيه أيضا: "استعجم الكلام علينا مثل استبهم، وأعجمت الحرف -بالألف- أزلت عجمته بما يميزه عن غيره بنقط وشكل فالهمزة للسلب" ولكن الاصطلاح خصص الإعجام بالنقط، والشكل بحركات الحروف. [2] هو آدم عليه الصلاة والسلام. [3] ولدتك: بتشديد اللام. والبتول: هي السيدة مريم العذراء. [4] بالقاف، والباء الموحدة. [5] بالقاف والتاء المثناة من فوق. [6] أي أمير. [7] الأولى بالبناء للمفعول، والثانية بالبناء للفاعل مضارع أشكل الرباعي.
اسم الکتاب : الوسيط في علوم ومصطلح الحديث المؤلف : أبو شهبة، محمد الجزء : 1 صفحة : 124