قال: وسمعتُ أبا طالبٍ الحافظَ (1) يقولُ: مَن يَصبرُ على ما صَبر عليه أبو عبد الرحمنِ النَّسائيُّ؟! كان عنده حديثُ ابنِ لَهِيعةَ (2) ترجمةً ترجمةً، فما حدَّث بها. وكان لا يَرى أن يُحدِّثَ بحديثِ ابنِ لَهِيعةَ.
34 - وسألتُه عن أبي عليٍّ الحافظِ (3) ؟
(1) هو: أحمد بن نصر بن طالب، البغدادي، توفي سنة ثلاث وعشرين وثلاث مئة. ترجمته في: "تاريخ بغداد" (5/182- 183) ، و"سير أعلام النبلاء" (15/68) ، و"تذكرة الحفاظ" (3/832- 833) .
(2) هو: عبد الله بن لَهيعة بن عُقْبة، أبو عبد الرحمن، المصري القاضي. ولد سنة خمس أو ست وتسعين، وتوفي سنة أربع وسبعين ومئة.
ترجمته في: "التاريخ الكبير" (5/182) ، و"الجرح والتعديل" (5/145- 148) ، و"المجروحين" (2/10) ، و"تهذيب الكمال" (15/487 الترجمة 3513) ، و"سير أعلام النبلاء" (8/11- 31) ، و"ميزان الاعتدال" (2/475) .
[34] روى ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (14/274) ، وابن العديم في "بغية الطلب" (6/2711) عبارةَ السُّلمي على النحو التالي: «وسألته- يعني الدارقطني- عن أبي علي الحافظ النيسابوري؟ فقال: مهذب إمام» . وكذا نقل قول الدارقطني ياقوتُ الحمويُّ في "معجم البلدان" (5/333) .
أما ما وقعَ في كتابنا من قول الدارقطني في أبي عليٍّ الحافظ: «حافظ متقن» ، فلم نقف عليه فيما بين أيدينا من مصادر. ولكن روى ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (6/52) ، وابن العديم في "بغية الطلب" (3/1180) من طريق أبي المظَّفر القُشَيري، عن محمد بن علي بن محمد الخشَّاب، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي؛ قال: سألته- يعني الدارقطني- عن أبي طالب الحافظ؟ فقال: حافظ متقن. اهـ.
وهذا النص ليس في أصل "سؤالات السُّلمي"، ولا "الملخَّص"، فيغلب على الظنِّ أن في الأصل الذي نقلتا عنه سقطًا أفضى إلى تداخل نصين، ونرجِّح أن الأصل هكذا: «وسألته عن أبي علي الحافظ؟ فقال: مهذب إمام. وسألته عن أبي طالب الحافظ؟ فقال: حافظ متقن» ، وبسبب وجود كلمة «الحافظ» في النصين؛ انتقل بصر الناسخ إليها في النص الثاني، وسقط بسببه قوله: «فقال: مهذب إمام. وسألته عن أبي طالب الحافظ» ، والله أعلم.
(3) هو: الحسين بن علي بن يزيد بن داود، النَّيسابوري، أحد النُّقَّاد، توفي سنة -[103]- تسع وأربعين وثلاث مئة. ترجمته في: "تاريخ بغداد" (8/71-72) ، و"سير أعلام النبلاء" (16/51-59) ، و"تذكرة الحفاظ" (3/902- 905) ، و"طبقات الشافعية الكبرى" (3/276- 280) .