اسم الکتاب : تراجعات الألباني المؤلف : - الجزء : 1 صفحة : 36
بقي علينا بيان شذوذ سياق ابن اسحاق للحديث، وفي ظني أن القارىء المتتبع للبحث السابق قد لمح ذلك من ثنايا الروايات الصحيحة وغيرها، فإنه ليس فيها كلها ما ذكره ابن اسحاق من الإطالة والإكثار وتحول الناس معه، ولا جاء ذلك في شيء من أحاديث صلاة الإستسقاء التي وقفت عليها، والشذوذ – بل النكارة – تثبت بأقل من ذلك بكثير، والله تعالى ولي التوفيق
وقد كنت حسنت هذا الحديث في الإرواء (676) جريا على ظاهر الإسناد، وكنت غافلا عما فيه من النكارة، فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
وهذا حديث حسنه الشيخ رحمه الله، ثم ضعفه في السلسلة الضعيفة، ولفظه:
46- (أنا حرب لمن حاربكم، وسلم لمن سالمكم، قاله لعلي وفاطمة والحسن والحسين)
أخرجه الترمذي (3870) وابن ماجة (145) وابن حبان (2244) وغيرهم،
قال الشيخ رحمه الله:
ومن ذلك أنه حسن الحديث أخونا حمدي السلفي لطرقه، وقد كنت أنا نفسي قد حسنته في (صحيح الجامع – 1462) بناء على تخريجي إياه في الروض النضير قديما، مغترا بتخريج ابن حبان إياه من الطريق الأولى! والآن فقد رجعت عنه وكتبت على نسختي من الصحيح بنقله إلى ضعيف الجامع، والله هو ولي التوفيق، وهو المسؤل أن يهديني لأقوم طريق) السلسلة الضعيفة (6028)
قلت – محمد -: وانظر (ضعيف الموارد برقم (277) ، والمشكاة – 6145 – الهداية – 6102
وهذا حديث تراجع الشيخ عن تصحيحه إلى الحكم عليه بالضعف، ولفظه:
47 - ((اكتحل صلى الله عليه وسلم وهو صائم)
قال الشيخ رحمه الله تعالى:
ضعيف أخرجه ابن ماجه (1678) والطبراني في الصغير..............، وهذا إسناد رجاله ثقات إن كان الزبيدي هذا هو محمد بن الوليد، كما وقع في إسناد الطبراني مصرحا به، وكنت تبنيت هذا في تعليقي على الروض النضير (759) لتصريح الطبراني به، ولأن المراد بهذه النسبة (الزبيدي) عند الإطلاق، ثم تبين لي منذ سنين أنني كنت واهما في ذلك فذكرت في الضعيفة (3 / 76) عن أنس أنه كان يكتحل وهو صائم، وقلت:
(وفي معناه أحاديث مرفوعة لا يصح منها شيء، كما قال الترمذي وغيره)
فأشكل هذا على بعض الطلبة الجزائريين – وحق له ذلك – حينما وجد هذا التضعيف العام معارضا لتصحيحي للحديث في صحيح ابن ماجه (1360) معزوا ل (الروض) فرأيتني مضطرا لإعادة النظر في هذا الحديث على ضوء ما جد من المعلومات والمطبوعات الحديثية
السلسلة الضعيفة – تحت حديث رقم (6108)
هذا الحديث ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في (ضعيف الترغيب 1728) ووقفت عليه من خلال مشاركة في قسم الحديث تحت عنوان (قصة مشهورة لا تصح) ، ولفظ الحديث:
48 - عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه؛ قال: كنا يوما جلوسا عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقال: يطلع عليكم الآن من هذا الفج رجل من أهل الجنة. قال: فاطلع رجل من أهل الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد علق نعليه في يده الشمال، فسلم، فلما كان الغد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مثل ذلك، فطلع ذلك الرجل على مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مثل مقالته أيضا، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأول، فلما قام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تبعه عبد الله بن عمروا بن العاص فقال: إني لاحيت أبي؛ فأقسمت ألا أدخل عليه ثلاثا، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي الثلاث فعلت. قال: نعم. قال أنس: كان عبد الله يحدث أنه بات معه ثلاث ليال؛ فلم يره يقوم من اللليل شيئا غير أنه إذا تعار انقلب على فراشه، وذكر الله وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر، قال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرا، فلما مضت الثلاث، وكدت أحتقر عمله، قلت: يا عبد الله! لم يكن بيني وبين والدي هجرة ولا غضب، ولكني سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول ثلاث مرات: يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة. فاطلعت ثلاث مرات، فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك، فأقتدي بك، فلم أرك تعمل كبير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟ قال: ما هو إلا ما رأيت. قال: فانصرفت عنه. فلما وليت دعاني فقال: ما هو إلا ما رأيت؛ غير أني لا أجد في نفسي على أحد من المسلمين غشا، ولا أحسده على ما أعطاه الله إياه إليه. فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك هي التي لا نطيق.
قال المنذري: رواه أحمد بإسناد على شرط البخاري ومسلم، والنسائي، ورواته احتجا بهم أيضا، إلا شيخه سويد بن نصر، وهو ثقة، وأبو يعلى والبزار نحوه، وسمى الرجل المبهم سعدا
قال الشيخ رحمه الله تعالى:
اسم الکتاب : تراجعات الألباني المؤلف : - الجزء : 1 صفحة : 36