والنواس بن سمعان (32) وأبي شيبة الخدري (33) وعبد الرحمان بن عوف (34) وجابر بن عبد الله أربعة وثلاثين نفساً.
(قلت) الأحاديث في هذا الباب كثيرة وألفاظها مختلفة ففي بعضها كما ذكر وفي بعضها دخل الجنة وفي بعضها حرم الله عليه النار وما أشبه هذا منها حديث الصحيحين عن عتبان بن مالك أن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله وحديثهما أيضاً عن أنس ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار وحديثهما أيضاً عن عبادة بن الصامت واللفظ لمسلم من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله حرم الله عليه النار وحديثهما أيضاً عن ابن مسعود من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة وحديث البخاري عن أبي هريرة أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه أو نفسه وحديث البزار بإسناد صحيح عن عمر مرفوعاً من شهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة وحديثه أيضاً بسند رجاله ثقات عن أبي سعيد من قال لا إله إلا الله مخلصاً دخل الجنة إلى غير ذلك ثم هذا قيل كان في ابتداء الإسلام حين كانت الدعوة إلى مجرد الإقرار بالتوحيد فلما فرضت الفرائض وحدت الحدود نسخ ذلك وإلى هذا ذهب الضحاك والزهري وسفيان الثوري وغيرهم وقيل لمن أتى مع الشهادتين بالفرائض واجتنب الكبائر لأن ذلك من لوازم الإقرار بهما وقيل لمن قالها تائباً ومات على توبته وقيل المراد به تحريم نار الخلود ودخوله الجنة لا محالة ابتداء أو بعد التطهير بالنار والله أعلم وفي فيض القدير أن القدر المشترك من أحاديث أن من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة بالغ مبلغ التواتر وهو يفيد أن التواتر هنا معنوي لا لفظي فتأمل ذلك.
9- (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله) .
زاد في كثير من طرقه (فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله)
-