اسم الکتاب : كشف الخفاء - ت هنداوي المؤلف : العجلوني الجزء : 1 صفحة : 49
إبليس يسلك في طريق مهالكي ... والنفس تأمرني بكل بلائي
وأرى الهوى تدعو إليه خواطري ... في ظلمة الشبهات والآراء
وزخارف الدنيا تقول: أما ترى ... حسني وفخر ملابسي وبهائي
77- اتقوا ذوي العاهات.
قال في المقاصد: لم أقف عليه، يعني بهذا اللفظ وإلا فقد روى البخاري في التاريخ عن أبي هريرة ما يدل له في الجملة، وهو: "اتقوا المجذوم كما يتقى الأسد" , وهو في الصحيحين بلفظ: "فِرَّ من المجذوم فرارَك من الأسد".
وفي طبقات ابن سعد عن عبد الله بن جعفر: اتقوا صاحب الجذام كما يتقى السبع، إذا هبط واديًا فاهبطوا غيره, ثم قال في المقاصد: ولكن سيأتي من كلام الشافعي في حديث: "إياك والأشقر ما يناسب مجيئه هنا".
وروى البخاري وغيره عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا عدوى ولا هامة ولا صفر, واتقوا المجذوم كما يتقى الأسد"؛ والمعنى: فر من المجذوم فرارك من الأسد كما ورد في بعض ألفاظ الحديث، وهو متفق عليه عن أبي هريرة مرفوعًا بمعناه, فيمكن أن يكون المعنى: باتقاء ذوي العاهات الفرار منها خوفًا من العدوى لا كما تتوهمه العامة يعني من عدم معاملتهم، ثم إن هذا في حق ضعيف اليقين, وإلا فقد ورد لا يعدي شيء شيئًا, ولا عدوى ونحو ذلك, انتهى.
وقال الحافظ ابن حجر في شرح النخبة نقلًا عن ابن الصلاح: ووجه الجمع بينهما أن هذه الأمراض لا تعدي بطبعها, لكن الله جعل مخالطة المريض للصحيح سببًا لإعدائه, ثم قد يتخلف ذلك.
ثم قال: والأولى: الجمع أن نفيه -صلى الله عليه وسلم- للعدوى باقٍ على عمومه، وقد صح قوله: "لا يعدي شيء شيئًا" وقوله لمن عارضه بأن البعير الأجرب يكون في الإبل الصحيحة فيخالطها فتجرب فرد عليه: "فمن أعدى الأول؟ " يعني: أن الله هو الذي ابتدأ ذلك في الثاني كما ابتدأه في الأول.
وأما الأمر بالفرار من المجذوم فمن باب سد الذرائع؛ لئلا يتفق للشخص الذي يخالطه شيء من ذلك بتقدير الله ابتداءً، لا بالعدوى المنفية, فيظن أن ذلك بسبب مخالطته، فيعتقد صحة العدوى فيقع في الجرح, فأمر بتجنبه حسمًا للمادة, انتهى.
اسم الکتاب : كشف الخفاء - ت هنداوي المؤلف : العجلوني الجزء : 1 صفحة : 49